Loader
منذ سنتين

صحة عبارة: إذا أرضيت الله وأغضبت والديك غضب الله عليك


  • فتاوى
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4168) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما مدى صحة قولهم: إذا أرضيت الله وأغضبت والديك، غضب الله عليك، وإذا أغضبت الله وأرضيت والديك، رضي الله عليك، علماً أننا نعرف أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟

الجواب:

        الرسول ﷺ يقول: « رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين ». وجاءت أدلة كثيرة تدل على أن الشخص يقوم ببر والديه، ومن ذلك قوله -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، فالشخص له موقف من جهة الله في هذا الأمر، وله موقف من جهة والديه، فهو عندما يمتثل أمر الله -جل وعلا- فقد أدى الحق فيما بينه وبين الله، وعندما يطبق ذلك من جهة والديه، بمعنى: إنه يمتثل الأوامر في حقهما، ويجتب النواهي، بمعنى: إنه لا يصدر منه أذى عليهما يكون قد أدى حقهما، وعندما يحصل منه تقصير فالتقصير تارة يكون من جهة العقوق، فلا يجوز له أن يفعل ذلك، وسواء كان العقوق من جهة التقصير في نفقة واجبة عليه، أو كسوة، أو سكن، وكذلك إذا كان من ناحية الكلام، وليس حق، وليس رضا الوالدين مقدم على رضا الله -جل وعلا- فالأصل في هذا هو رضا الله -جل وعلا-، وعندما ترضي والديك مطِّبقا في ذلك الشرع، فالله -سبحانه وتعالى- يرضى عنك، وعندما تحصل مخالفة منك تغضب والديك وهي مخالفة شرعية، فإن هذا يغضب الله عليك. أما هذه الجملة التي جاءت في السؤال فليست صحيحة على الوجه الذي ذكر. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (23-24) من سورة الإسراء.