Loader
منذ 3 سنوات

حكم انشغال ذهن المصلي في الصلاة بأشياء خارجة عن الصلاة


  • الصلاة
  • 2021-10-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2125) من المرسلة السابقة، تقول: عندما أصلي في أثناء الصلاة يشتغل فكري بأشياء خارج الصلاة، فهل يؤثر هذا على صحة صلاتي؟ وبم تنصحوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

الشخص إذا قام يصلي فهو قائمٌ بين يدي الله، والله جل وعلا شرع الصلاة من ذكرٍ وقراءة قرآنٍ، وجعل هذا الذكر وظائف ولكل ذكرٍ محل من الصلاة.

        فمثلاً تكبيرة الإحرام إذا وقف بين يدي الله، ثم الاستفتاح، ثم قراءة الفاتحة، ثم قراءة السورة في الأوليتين مثلاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقراءة الفاتحة في الأخيرتين من الظهر والعصر والأخيرة من المغرب والأخيرتين من العشاء، وكذلك القراءة في صلاة الفجر، قراءة السورة، قراءة الفاتحة مع سورة، وبعد ذلك يركع الشخص، وهذه هيئة مُخالفة لهيئة القيام، وفيه وظيفة وهي التسبيح في الركوع، أقله واحدة وأدنى الكمال ثلاث، وأعلاه في حق الإمام عشر، ثم بعد ذلك يرفع من الركوع بقوله: سمع الله لمن حمده الإمام والمنفرد، وأما المأموم فيقول: ربنا ولك الحمد، ويدعو بالدعاء بعدما يقوم من الركوع، ثم بعد ذلك يسجد، وهكذا في بقية صلاته، إذاً الشخص عندما يدخل في الصلاة لا بد أن يُراعي وظائف، الوظائف القولية، والوظائف الفعلية، والهيئات التي يفعلها من ركوعٍ وسجودٍ وقيامٍ وغير ذلك، ويفكر في هذه العبادات ويستحضر عظمة الله جل وعلا، وبهذه الطريقة يقل تفكيره تفكيراً خارج الصلاة، ويستعين بالله جل وعلا، ويستعين بالله من الشيطان الرجيم، وعلى هذا الأساس، يكون قد أتى لصلاته بخشوعٍ وخضوعٍ وطمأنينة وأداها على الوجه الشرعي، أما إذا انشغل فيها فليس له من صلاته إلا ما عقل منها، فقد ينصرف من صلاته وليس له إلا النصف أو الثلث، أو الربع أو السدس، وقد ينصرف من صلاته وليس له منها شيء، والله جل وعلا أثنى على الخاشعين في الصلاة بقوله تعالى:"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)"[1]، وعلى العبد أن يجتهد بقدر استطاعته في الإتيان بالصلاة على الوجه الأكمل، وأن يستغفر الله ويتوب إليه مما حصل منه من تقصيرٍ، وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (1، 2) من سورة المؤمنون.