الفتوى رقم (678) من المرسل م.ح.ج من سلطنة عمان، يقول: بعد التسليم من الصلاة، هل يسبّح الإمام ويدعو الجماعة بدعائه؟ أم أن التسبيح والدعاء لكلّ واحد؟

الجواب:

الرسول ﷺ كان إذا سلّم من الصلاة سبّح لنفسه؛ وكذلك من قام بالإمامة بعده من الخلفاء والصحابة، وهكذا بالنسبة للمأمومين كلّ واحد منهم يسبّح لنفسه، فما صدر من الرسول سنة عملية، وتلقاها أصحابه رضي الله عنهم بالقبول، وعملوا بها وأجمعوا على ذلك.

وهكذا بالنسبة للقرون المفضلة التي جاءت بعد ذلك، فحصول التسبيح من الإمام والمأمومون يسبّحون بتسبيحه، هذا العمل يكون بدعة؛ لأنه لم يستند إلى سنة قولية أو فعلية أو تقريرية من الرسول ﷺ، ولم يستند إلى دليل من كتاب، ولا إلى إجماع الصحابة، أو إجماع من بعدهم من التابعين أو أتباعهم.

        وعلى هذا الأساس ينطبق عليه قول الرسول ﷺ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وفي رواية: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ».

وعلى الشخص أن يتحرى الاقتداء بالرسول في أقواله وأفعاله، فقد أمر بذلك في قوله: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي »، فهذا فيه بيان أمرين:

الأمر الأول: الأمر بسنته ﷺ، وسنته بيانية للقرآن وتشريعية -أيضاً- بالنظر لما دلت عليه من التفاصيل.

     الأمر الثاني: الأمر بسنة الخلفاء من بعده، سنة الذين ذكرهم، فهذه سنة بيانية؛ يعني: إنهم يبيّنون القرآن وقول الرسول ﷺ.

فعلى الشخص أن يتحرى سلوك الطريق السوي ليكون عمله مقبولاً؛ لأن عمل الإنسان لا بدّ فيه من أمرين: الإخلاص، والمتابعة، فالإخلاص يبتغي به وجه الله، والمتابعة يكون موافقاً لشرع الله. وبالله التوفيق.