Loader
منذ سنتين

حكم طلب العلم في المنزل، وهل يدخل في دائرة طلبة العلم؟


  • فتاوى
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2501) من المرسل السابق، يقول: سمعت في أحاديث المصطفى ﷺ « أن طالب العلم تستغفر له الملائكة، وتستغفر له الحيتان في البحر »[1]، وأنا لا أستطيع الذهاب للمدرسة لطلب العلم، ولكنني أجتهد في طلب العلم في منزلي عن طريق قراءة الكثير من الكتب الدينية الموثوقة، فهل أدخل في دائرة طلبة العلم بعملي هذا؟

الجواب:

 طلب العلم دائرته واسعة جداً، فقد يطلب الإنسان العلم الذي هو أفضل العلوم، وهو العلم بالله، ما يتعلق بالتوحيد والإيمان، وما يتصل بذلك مما يراد بالإيمان، ويراد بالتوحيد، ويسمونه بالفقه الأكبر،  وقد يتعلم الشخص ما يتصل بأفعال المكلفين، وهو الفقه، ويُسميه العلماء الفقه الأصغر، وقد يتجرد الإنسان بطلب العلم الذي هو تفسير القرآن؛ يعني يتلو القرآن، ويقرأ ما يتعلق به من جهة معاني المفردات، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وما يتصل بذلك. وقد يكون الإنسان يدرس الحديث النبوي، وما يتصل به من علم الأسانيد، وعلم الرجال، وما يتصل بذلك من جهة الحكم على الأحاديث من: صحةٍ، وحسنٍ، وضعف. وقد يتعلم أصول الفقه، ويتعلم اللغة العربية.

المقصود: إن دائرة طلب العلم واسعة، والعبرة بالنية من جهة، وبالعلم الذي يدرسه الشخص من جهةٍ أخرى، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- يقول: « إنما الأعمال بالنيات؛ وإنما لكلّ امرئ ما نوى ». والمهم أن الإنسان يعمل عملاً صالحاً، وأما مسألة تقدير الأجر وتحديد الصنف الذي يكون منه هذا الشخص، فهذا يرجع إلى الله -جلّ وعلا-؛ لأن الإنسان قد يتصف بصفة تبعده عن الصنف، أو يتصف بصفة تقوّيه بالدخول فيهم، وباب التفاوت بابٌ واسعٌ، ولكن على الإنسان أن يعمل وأن يتعلم؛ يعني: أن يتعلم وأن يعمل بما علم، وأن يسأل عما لا يعلم، وأن يطلب ربه التوفيق. وبالله التوفيق.



[1] ينظر: سنن الترمذي، أبواب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة(5/48)، رقم (2682)، وابن ماجة في سننه، كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم(1/81)، رقم(223).