كبار السن عادة لا يتقبلون التعليم من الصغار، كيف نتغلب على هذه العقبة؟
- فتاوى
- 2021-12-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3148) من المرسل السابق، يقول: يُلاحظ أن كبار السن -غالباً- لا يتقبلون التعليم من الصغار، فكيف يستطيع أن يتغلب على هذه العقبة؟
الجواب:
إن الشخص عندما يكون متعلماً، وعنده في البيت من هو أكبر منه وليس بمتعلم، فإنهم لا يهتمون به، بل قد يقللون من شانه ويسخرون منه؛ لكن لو جاءهم شخصٌ من الخارج، وتكلم معهم في أمور الدِّين فإنهم يعظّمونه ويعظّمون ما يقول. ولا شك أن هذا يعتبر مرضاً من أمراض الأسر؛ ولكن بإمكانهم إذا كان عندهم أحد من الأولاد متعلم، بإمكانهم أن يستفيدوا منه، وهذا تطبيقٌ لقوله -تعالى-: "فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"[1]، وكذلك قوله ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسئولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته مسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، ألا وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ».
والرعاية تختلف باختلاف ما يقتضي ذلك، فمن الرعاية: الرعاية الدينية بالنظر إلى المتعلم يكون راعياً، والشخص الذي يحتاج إلى التعليم يكون فرداً من أفراد الرعية، فالراعي يعلّم رعيته ما تحتاج إليه، وهذا الفرد من الرعية يتقبل هذا التعليم؛ كونه يتقبله من أخيه وهو أصغر منه، أو من ابنه وهو أصغر منه، هذا ليس عليه فيه غضاضة؛ لأن العبرة بالحق، وليست العبرة بالقائل. وبالله التوفيق.