هل يجب على حافظ القرآن أن يؤم الناس ويدرس بحلقات القرآن؟
- الصلاة
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12271) من المرسل السابق، يقول: هل عليّ واجب عندما أحفظ القرآن الكريم أن أقوم بإمامة الناس وتدريس الطلاب بحلقات القرآن؟ وهل آثم إذا لم أعمل بذلك؟
الجواب:
الواجب على الإنسان أن يتعلم قبل أن يتكلم، وذكرت سابقاً أن الله قال: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[1].
فالواجب على الإنسان أن يتعلم أولاً، فإذا تعلم فليس هناك مانع أن يتكلم بالعلم الصحيح الذي تعلمه.
ومما يحسن الإشارة إليه أن كثيراً من الأشخاص يرغبون بحفظ القرآن ويهتمون بحفظه؛ ولكنهم لا يلتفتون إلى ما اشتمل عليه القرآن من المعاني، فالشخص يجمع بين فهم القرآن أولاً، ثم حفظه ثانياً، وذلك باتباع طريقة وهي:
تحديد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد، أو عن عنصر من عناصر موضوع موسع؛ لأن بعض الموضوعات يكون طويلاً ويشتمل على عناصر، فكل عنصر يفرد، ثم ينظر في هذه الآيات وما تشتمل عليها من كلمات تحتاج إلى بيان معناها، ثم ينظر في سبب النزول، ثم ينظر في هذه الآيات هل دخلها نسخ أو لم يدخلها نسخ، ثم بعد ذلك ينظر في الآيات ويعرف معاني الجمل حسب علامات الوقف، ثم بعد ذلك ينظر إلى العلاقة بين السورة والسورة، وبين الموضوع والموضوع، وبين الآية والآية، وبين الجملة والجملة. وبعد ذلك ينظر في المعنى العام الذي اشتملت عليه هذه الآيات، ثم بعد ذلك يتنبه إلى أن بعض الآيات قد يكون فيها تشابه من ناحية اللفظ، وقد يكون بينها وبين غيرها تشابه من ناحية المعنى، فيسعى إلى حل الإشكال اللفظي من جهة، وإلى حل الإشكال المعنوي من جهة، ثم بعد ذلك ينظر في هذه الآيات وما اشتملت عليه من الأحكام.
وبعد هذه المراحل يحفظ هذه الآيات. وهذه العناصر لكل عنصر منها كتب تخصه، وبإمكان طالب العلم أن يَسأل عنها ويُهدى إليها. وبالله التوفيق.