Loader
منذ سنتين

يعمل في منطقةٍ تطوعية أميناً للمستودعات للملابس المستعملة وأخذ من هذه الملابس وتصرف فيها دون إذن ثم تاب، ماذا يفعل؟


الفتوى رقم (10594) من المرسل ع. ع، يقول: شخصٌ عمل في منطقةٍ تطوعية أميناً للمستودعات للملابس المستعملة وقليل منها غير مستعمل، وقبل ست سنوات أخذ منها وأعطى منها الحدادين وأخذ منهم مبالغ مقابل هذه الملابس، وأعطى مسؤول الموقع بنية بعض الملابس وأخذ شيئاً من الإسمنت، علماً بأن الكميات لا يذكرها الآن. تاب توبةً نصوحاً وحجّ بحمد الله إلا أنه لم يستطع رد المظالم إلى أهلها. وهذا الأمر يجلجل في صدره ويغلي ويسعى في رد المظالم في أسرع وقتٍ ممكن. والآن يملك بعض النقود يود أن يشتري بها حافلة يسترزق منها ويسد ما عليه، وقد يدركه الموت في أي وقت، علماً بأنه سيوصي ببيع الحافلة وسد ما عليه إذا قدر الله فما رأيكم؟

الجواب:

        هذه المسألة ليست من هذا الشخص فقط، فكثيرٌ من الأشخاص الذين يتولون أموالاً لغيرهم ويؤتمنون عليها يحصل منهم تجرؤ على هذه الأمور التي استؤمنوا عليها، فيأخذون منها خفية ويتصرفون فيما أخذوه في مصالحهم، ثم بعد فترة إذا تركوا العمل يحصل عندهم تأثر؛ لأن انقيادهم في الأول هذا انقيادٌ للنفس الأمارة بالسوء؛ لأن النفس الأمارة بالسوء تسوّل للإنسان ترك الواجب أو فعل المحرم. والنفس اللوامة تلومه على هذا الفعل الذي فعله أو على هذا الأمر الذي تركه، وأنت مؤتمن والله -سبحانه وتعالى- يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[1] فأنت مؤتمن وقد خنت في أمانتك، والواجب عليك أن ترد جميع ما أخذته إن كان موجوداً، فإن لم يكن موجوداً فإنك ترد قيمته إلى ذلك المحل الذي أخذته منه وتخبرهم بذلك، فإن تعذر رده إلى المحل فإنك تتصدق به على الفقراء ولا تبرأ ذمتك. وأنصحك نصيحة لوجه الله -جل وعلا- أن تتولى ذلك بنفسك قبل أن يتوفاك الله؛ لأنك لا تدري هل تنفذ وصيتك أو لا، وإذا لم تنفذ وصيتك فإنك ستقف يوم القيامة أنت ومن له حقٌ فيما أخذته وسيأخذ من حسناتك فإن لم يبقَ لك شيء من الحسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليك ثم طُرحت في النار. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (58) من سورة النساء.