Loader
منذ 3 سنوات

النهي عن الجلوس جماعة مع الناس وهم يستغفرون الله ويكبّرون ويذكرون، وأنه بدعة، لكن النبي ﷺ يقول: « ما جلس قومٌ يذكرون الله إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة »


  • فتاوى
  • 2021-08-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7300) من المرسلة السابقة، تقول: سمعنا من بعض الفتاوى النهي عن الجلوس جماعة مع الناس وهم يستغفرون الله ويكبّرون ويذكرون، وسمعت أن هذا بدعة، لكن النبي يقول: « ما جلس قومٌ يذكرون الله إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة »، وقال عليه الصلاة والسلام: « إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا »، فكيف نوجه هذه الأحاديث مع تلك الفتوى؟

الجواب:

        ذكر الله -جل وعلا- مشروع، واستغفاره مشروع، ولكن إذا كان على شكلٍ جماعيٍ صار من البدع الإضافية، وإلا فقد قال ﷺ: « من قال في يومٍ وليلة: سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر »، فلا شك أن ذكر الله وحمده واستغفاره من أفضل الأعمال، ولهذا أفضل الذكر بعد القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقد مرّ الرسول ﷺ على امرأةٍ كانت تسبّح بحصى، فلما قضى حاجته رجع فوجدها فقال: « لازلتِ على الحالة التي كنتٍ عليها؟ قالت: نعم، قال: ألا أدلك على خيرٍ من ذلك؟ قالت: بلى يا رسول الله، قال: قولي: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، والحمد لله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. ولا إله إلا الله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. والله أكبر عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته »، وقال ﷺ: « كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم »، وقال ﷺ: « من قال: سبحان الله وبحمده غُرست له نخلةٌ في الجنة ».

        فالمقصود من هذا هو أن الذكر له فضلٌ عظيم، ومنه استغفار الله -جل وعلا-، فقد قال ﷺ: « إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة »، فهو يستغفر الله ومع ذلك قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لكن لم يُنقل عنه أنه أمر بالاستغفار الجماعي أو بالذكر الجماعي ولم يفعله؛ وهكذا خلفاؤه من بعده، فيكون الاجتماع في ذلك من البدع الإضافية. وبالله التوفيق.