Loader
منذ 3 سنوات

كلمة عن خطبة الجمعة


  • الصلاة
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4105) من المرسل السابق، يقول: دلوني على كيفية بدء خطبة الجمعة على ما جاءت به السنة؟

 الجواب:

        خطبة الجمعة من الأمور المهمة؛ لأن وجود الجوامع منتشرة في بلد ما من البلدان، ويجتمع في كل مسجد مجموعة من المصلين، يريدون أن يستمعوا للخطبة ويصلوا، والخطيب بدوره مخصصٌ بأن يؤدي الخطبة، فحينئذ لابد للخطيب أن يكون على مستوىً من العلم، ومن العقل، ومن معرفة الواقع، وكذلك من جهة ما يناسب المستمعين، وتكون عنده أيضاً قدرة على صياغة المعلومات وعرضها عرضاً سليماً.

        فعلى سبيل المثال عندما ينتهي رمضان، وتقبل أشهر الحج ينبغي أن يهتم الخطيب بما يتعلق بمناسك الحج من جميع الوجوه، فيخصص في كل جمعة الكلام على جزء من أحكام الحج، يبين ما هو ركن، وما هو واجب، وما هو شرط، وما هو مسنون، وما هو محرم، وما هو مكروه، إلى غير ذلك من تفاصيل المناسك.

        وفي شعبان وفي رمضان يبين للناس ما يتعلق بالزكاة من جهة، وبالصيام من جهة أخرى؛ لأن كثيراً من الناس يخرجون زكاتهم في رمضان، فيبين لهم أحكام الزكاة من جميع النواحي، يبين لهم الأموال التي تجب فيها الزكاة، والتي لا تجب فيها الزكاة، ويبين لهم أيضاً شروط وجوبها، ويبين مصارف الزكاة؛ لأن كثيراً من الناس في الحقيقة عندهم تقصير في معرفة الجهة التي تصرف فيها الزكاة. ويبين لهم أيضاً أحكام الصيام من جميع النواحي.

        فهذه خمسة أشهر: شعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة، يبين فيها بعض الأحكام التي يكون فيها مخالفة؛ لأن الشخص عندما ينتهي من الحج يقع في بعض المخالفات، فينبغي للخطيب أن يتطرق إلى هذه المخالفات، ويبين أحكامها للناس.

        بقي من السنة سبعة أشهر هي، محرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، هذه الأشهر السبعة ينبغي أن يتطرق فيها إلى ما يتعلق بالتوحيد، والإيمان، والصلاة، ويتطرق أيضاً إلى معاملات الناس، يبين لهم المعاملات المشروعة، ويبين لهم المعاملات الممنوعة، وفي كل بلد بحسبه.

        أما بعض الخطباء الذين يكون عندهم حماس وشجاعة، ولكنهم يتحدثون عن أمور لا يدركها المصلون، فهذا ليس من الحكمة، فالسامع يحدث بما يعرف، حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله! فالخطيب يعرف مستوى عقول المخاطبَين، ويتكلم معهم على حسب مستواهم. وبالله التوفيق.