كيفية دعوة الوالد وإرشاده إلى طريق الخير
- القدر
- 2021-06-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (156) من المرسل س.م.خ يمني الجنسية من قرية الهماي مقيم في القنفذة، يقول: أبي علمني قراءة القرآن الكريم فقط ولم يأمرني بأداء الفرائض، ووالدي من الذين يحبون الدنيا، وبعد أن كبرت غبت عنه مدة، عدت وقد اكتسبت ما يفيدني من علوم ديني، فحاولت توجيه والدي على الإقبال على الخير والإقلاع عن الأعمال الدنيوية التي يكتسب بها الأموال من طرق غير مشروعة لكنه رفض، وعدَّ ذلك تهجماً عليه مما سبب سخطه ودعاءه عليه، وعدَّني عاقاً، أفيدوني كيف أطيع والدي وأعيده إلى الطريق الصحيح؟
الجواب:
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يثيبك على هذا العمل الحسن مع أبيك، وقد دعوته كما ذكرت في سؤالك إلى الطريق السويّ من أجل أن تخرجه من الطريق الذي ليس بطيب، وهو منهمك بالدنيا بكسب المال من وجوه غير مشروعة.
والذي أنصحك به أن تستمر في دعوته إلى الخير بقدر ما تستطيع، والله -جل وعلا- لا يكلف نفسا إلا وسعها، وعليك هداية الدلالة والإرشاد.
وأما هداية التوفيق والإلهام، فهذه إلى الله -جل وعلا-، فنوح -عليه السلام- لم يهدِ ابنه، وإبراهيم -عليه السلام- لم يهدِ أباه، والرسول ﷺ لم يهدِ عمه مع أن عمه ربَّاه فترة من الزمن فلما احتُضر عمه قال: « قل يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله »[1] فأنزل الله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2]؛ يعني أنك لا تهدي من أحببت هداية التوفيق والإلهام، ولكن الله يهدي من يشاء يعني هداية التوفيق والإلهام.
وكذلك نوح u ما هدى زوجته، ولوط u ما هدى زوجته، وامرأة فرعون ما هدت زوجها فرعون، وقد كانت مؤمنة.
فهذه النماذج من الأمثلة التي سمعتها جمعت بين الأب ما هدى ابنه، والابن ما هدى أباه، والشخص ما هدى عمه، والزوجة ما هدت زوجها، والزوج ما هدى زوجه يعني زوجته.
ولك فيهم أسوة، فإذا بذلت ما في وسعك وطابت نفسك من جهة الإعذار فيما بينك وبين الله، فما ينبغي أن يقع في نفسك حرج، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قصة أبي طالب(5/52)، رقم (3884)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أول الإيمان لا إله إلا الله(1/54)، رقم (24).