Loader
منذ 3 سنوات

حكم ضرب الاطفال للتأديب


الفتوى رقم (764) من المرسلة السابقة، تقول: إن ابنتيّ تكثران اللعب بشقاوة واضطر لضربهما، فهل هذا يجوز. وكثير من أقاربي يقولون: لا يجوز ضربهما؛ لأنهما يتيمتان؟

الجواب:

الضرب يختلف قد يكون ضرباً مبرحاً أو خفيفاً، فعلى كلّ حال عليكِ بالتبصر فيما يحصل منكِ عليهن لا من الكلام ولا من الضرب، ويجب الاقتصار على ما يكفي من التأديب إذا كان بالكلام، أو كان بالهجر، أو الضرب الخفيف. ويمكن استخدام نوع من أنواع التأديب، وهو استخدام الأساليب المفرّحة لا الأساليب المزعجة؛ لأن المزعجة غالباً ما تحدث آثاراً عكسية، وهذا بخلاف المفرحة، فإنها تحدث آثاراَ طيبة.

ومن جهة أخرى كثير من النساء اللاتي يقمن على شؤون البيوت، فكثير من الآباء لا يمنحون الولد مسؤولية في البيت ولا خارج البيت، وهذا يحدث عنده فراغاً من جهة، ويحدث عنده الشعور بعدم الثقة في نفسه. وبإمكانهم أن يشغلوا أولادهم بقدر ما يغطي الفراغ، وإذا لم يشغلوهم فيما فيه مصلحة، وقد يشتغلون فيما فيه مضرة، فيحصل تمرد من البنت على أمها أو الولد على أبيه؛ لأنه لم يعطِه الفرصة بالعمل لا داخل البيت ولا خارجه.

مثلاً الأم تقوم بشؤون البيت وبنتها نائمة ولا تصلي الفجر إلا السابعة أو الثامنة نهاراً، وبعض البنات تسهر ليلاً وتنام إلى الظهر، وهذا أسلوب عكسي للتربية، فالبنت التي تنشأ هذه النشأة، لا بدّ أن يكون عندها شيء من رد الفعل، وهو أن أمها لم تجعل لها مجالاً في البيت تكلفها بالقيام ببعض الشؤون؛ وكذلك الأب مع الأبناء لا يترك لهم فرصة في العمل في البيت، فيقوم بكلّ شيء داخل وخارج البيت، ويحدث عند الولد ردة فعل، فيحصل عنده تمرّد وعزوف عن أبيه والبيت؛ وبالتالي قد يصاب بالتشرد المطلق.

وعلى كلّ ولي أمر من الرجال، وكلّ راعية من النساء في بيتها، أن يفسحوا المجال لمن تحت يدهم بقدر ما يغطي عنده من الفراغ؛ تحقيقاً للمصلحة ودرءاً للمفسدة، وجمعاً لشمل الأسرة؛ وكذلك فيه نوع من التربية والتأهيل حتى يخرج الشخص شخصاً معتمداً على الله، ثم على نفسه، ولا يخرج شخصٌ اتكاليٌ على الناس. وبالله التوفيق.