لي أقارب أصِلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأتقرب إليهم بالمودة، ويقابلوني بالعداوة
- فتاوى
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10857) من المرسل ع. إ. ز، من الدمام المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، يقول: لي أقارب كثر معظمهم أصِلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأتقرب إليهم بالمودة والمحبة التي أمرنا الله بها، ويقابلونني بالعداوة والحقد والكراهية. كوني أخشى عليهم وعلى نفسي من القطيعة التي حرّمها الله ورسوله ﷺ وكون أعمال بني آدم ترفع إلى الله يوم الإثنين والخميس فيغفر الله لمن لا يُشرك بالله شيئاً إلا المتشاحنَين فيُرد عملهم عليهما حتى يصطلحا. آمل منكم نُصحي ونصحهم -أيضاً- تجاه هذا الأمر العظيم، وتوضيح الأدلة من الكتاب والسنة لعل الله أن يتداركنا برحمة منه -سبحانه وتعالى-.
الجواب:
الرسول ﷺ جاءه رجل فقال: « يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ». فقال: « إن كنت كما تقول فكأنما تُسِفّهم الملّ ». فأنت وغيرك إذا أحسن إلى أقاربه فهو مأجور من ناحية الإحسان إليهم، ومأجور -أيضاً- من جهة تحمل أذاهم؛ لكن من ناحية الحكم الشرعي لا يجوز لأي شخص أن يؤذي شخصاً؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[1]، ولا شك أن العقوبة المترتبة على هذا الأذى تختلف من جهة الأشخاص؛ لأنه يؤذي أمه، يؤذي أباه، يؤذي أخاه، يؤذي زوجته. الزوجة تؤذي زوجها، يؤذي جاره، الطالب يؤذي مدرسّه، المدرّس يؤذي الطالب وهكذا؛ فكل عمل له مقداره من العقوبة عند الله -جلَّ وعلا-، وبناء على ذلك كله فالواجب على الإنسان أن يكفّ أذاه عن الناس. وبالله التوفيق.