Loader
منذ سنتين

ماذا تفعل المرأة مع زوج تصرفاته لا تُطاق، وليس طاهراً في شؤون حياته، وكثير اللعان؟


الفتوى رقم (10493) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: لدي زوج تصرفاته لا تُطاق، يتحرش بالخادمة وسفرياته للخارج كثيرة لأغراض دنيئة، وهو ليس طاهراً في شؤون حياته، ماذا أفعل معه؟ هل عليّ ذنب إذا هجرته؟ وأنا دائمة النصح له ولكن لا ينتصح ومللت العيش معه، ولي منه أولاد كبار في السن، وهو كثير اللعان، فهل أهجره وأتركه؟

الجواب:

        الله -جل وعلا- يقول: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}[1]، ويقول الله -جل وعلا-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[2].

        الإنسان عندما يتزوج زوجة يجب عليه أن يعرف ما له من الحقوق، وما عليه من الحقوق؛ فالحق الذي له يطلبه من زوجته، والحق الذي عليه يؤديه؛ وكذلك الزوجة تعرف ما لها من الحقوق وما عليها، فتؤدي الحقوق التي عليها، وتطلب الحق الذي لها فقط لا تتجاوز هذا الشيء، فلا تسلك مع زوجها مسلك الإفراط ولا مسلك التفريط؛ وكذلك بالنظر للزوج لا يسلك مع زوجته مذهب الإفراط ولا مذهب التفريط.

        وبناء على ذلك فإن هذا الزوج الذي وصفته هذه المرأة بهذا السؤال يكون آثماً ويكون ظالماً لهذه المرأة، فإذا لم تسامحه فإنها ستقتصُ منه يوم القيامة من جانب. ومن الجانب الآخر إذا كان هذا الرجل لا يصلي؛ لأن بعض النساء يكون عندها عاطفة زائدة يكون زوجها لا يصلي، ولا يصوم، ويفعل المحرمات من الزنا، والسرقة، واللواط، وشرب الخمر، وما إلى ذلك؛ ولكنها تقول: أُريد أن أرحمه، أُريد أن أبقى عنده رحمة به. والرسول ﷺ يقول: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه »، فهذا ليس بمرضي لا في دينه ولا في أمانته.

        وبناء على ذلك فكما أن هذا ممنوع في ابتداء الزواج فذلك ممنوع في أثناء الزواج؛ بمعنى: إنها إذا اختلت أمانته في أثناء الزواج فإن المرأة لا يجوز لها أن تبقى عنده. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (19) من سورة النساء.

[2] من الآية (228) من سورة البقرة.