الفتوى رقم (6397) من المرسلة السابقة، تقول: ما معنى: (العبادة تُبنى على اليقين) كثيراً ما أسمع العلماء يقولون ذلك فما معناه؟

الجواب:

        كلمة: (العبادة تُبنى على اليقين) هذه الجملة التي سمعتيها هي جزء من قاعدة وهي: (أن اليقين لا يزول بالشك).

        ومعنى ذلك أن الأمر إذا كان الأصل فيه العدم -سواء كان عبادة، أو كان عادة- ثم حصل شك في وجوده؛ فالمتيقن هو العدم والشك هو الطارئ فلا يزول يقين بشك.

        وبناء على ذلك لا يُقال: إن هذا الأمر المعدوم وُجد بناء على الشك؛ بل يُقال: إنه باق على العدم؛ لأن العدم هو المتيقن. وإذا كان الأصل في الشيء الوجود؛ ولكن شك في عدمه؛ فحينئذ المتيقن هو كونه موجودًا ومشكوك في عدمه فلا يُقال: إن هذا معدوم بناءً على الشك؛ ولكن يُقال: إنه موجود؛ لأن وجوده هو المتيقن وهذا عام في العبادات والعادات.

        وعلى سبيل المثال: من شك لا يدري هل صلى الفجر أم لم يصلِّ، فالأصل هو بقاء الصلاة في ذمته، وكونه أداها هذا أمر مشكوك فيه. وبناء على ذلك فإنه يصلي صلاة الفجر؛ لأن الأصل شغل ذمته بصلاة الفجر. ومن توضأ وشك هل انتقض وضوؤه أم لا؛ فإن وضوءه هو المتيقن؛ لأنه موجود ووضوؤه هو المتيقن ونقض الوضوء مشكوك فيه، فلا يزول يقين وهو الوضوء بشك وهو احتمال نقض الوضوء. وبالله التوفيق.