Loader
منذ سنتين

كيف أتوب عن الشرك والمعاصي؟ وماذا أفعل إذا ارتكبت إثماً أو ذنباً؟


الفتوى رقم (10375) من المرسل السابق، يقول: كيف أتوب عن الشرك والمعاصي؟ وماذا أفعل إذا ارتكبت إثماً أو ذنباً؟

الجواب:

        جاء في الحديث القدسي: « يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم »، وجاء في الحديث: « كل بني آدم خطاء وخير الخطَّائين التَّوابون »، وجاء -أيضاً: « لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ». وقال -جل وعلا- في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}[1]، وقال -جل وعلا-: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[2].

        وعلى هذا الأساس فالشخص يحتاج إلى التوبة، وهذا هو السبب الأول من أسباب مغفرة الذنوب، عليه أن يستغفر الله -جل وعلا- وأن يتوب إليه.

        والتوبة تكون من حقوق الله، وتكون من حقوق الآدميين، فإذا كانت من حقوق الله فلا بدّ أن يُقلع عن الذنب، وأن يندم على فعله، وأن يعزم على ألا يعود إليه.

        وإذا كانت من حقوق الخلق فإنه مع هذه الثلاثة يؤدّي الحق الذي للمخلوق إذا كان حقاً مالياً فإنه يعيده إليه، وإذا كان حقاً من عرض فإنه يستبيحه، فإن تعذَّر عليه فإنه يدعو له ويتصدق حتى يغلب على ظنه أنه قد وفَّاه حقه؛ لأن حقوق الآدميين لا تنفع فيها التوبة من جهة أن التوبة لا تمحوها؛ بل هي باقية في ذمة صاحبها إلا إذا وفّاها صاحبها، أو أن صاحبها تسامح عنها، وقد يكون في يوم القيامة أن الله يتحمل هذا الشيء عمّن شاء من خلقه لمن شاء؛ لأنه -جل وعلا- لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

        وبناءً على ذلك فإن الشخص عندما يقع في ذنب من الذنوب عليه أن يستغفر الله وأن يتوب إليه؛ لكن لا يكون متلاعبًا؛ بمعنى: إنه يتوب أول النهار ويرجع آخره وهكذا، فيكون متلاعباً يكون تائباً بلسانه لا بقلبه؛ أي: إن شروط التوبة لم تتوفر؛ لأنه قد يتوب بلسانه لكن هو عازم في قلبه أنه سيعود إلى هذا العمل. وبالله التوفيق.



[1] الآية (38) من سورة الأنفال.

[2] الآية (53) من سورة الزمر.