Loader
منذ سنتين

حكم تبرج النساء


  • فتاوى
  • 2021-12-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3430) من المرسل السابق، يقول: ما رأيكم في تبرّج النساء؛ إذ إن هناك عاداتٌ نشأ عليها كثيرٌ من الناس، وإذا حكم الأزواج على زوجاتهم بعدم التبرّج أمام أقاربهم، ربما يثور شيءٌ من المشاكل والفتن، فما رأيكم؟ وما الطريقة التي تنصحوننا باتباعها، ولا سيما أننا نريد أن نتجنب مصافحة النساء، والجلوس مع المتبرجات؟

الجواب:

 المرأة إذا كانت متزوجة فزوجها مسؤولٌ عنها، وذلك بقصرها على التقيد بالأمور الشرعية، ومن ذلك إلزامها بالحجاب، ومنعها من مصافحة الرجال الأجانب، ومنعها من الاختلاط بالرجال، ومنعها من السفر بدون محرمٍ، ومنعها من الخلوة بهم، يعني: لا يتساهل فيدخل ابن عمه، أو ابن خاله على زوجته وهو غائب، ويتسامح في ذلك، فالرسول -صلوات الله وسلامه عليه- حينما قال: « ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت ». يعني: قريب الرجل الذي يدخل على المرأة، فيخلو بها، وقد يقع مالا تحمد عقباه.

فالرجل مسؤول عن رعيته؛ لأنه هو الراعي عليها. وإذا كانت المرأة غير متزوجة فإن مسؤوليتها تقع على عاتق ولي أمرها، فإذا كان أبوها موجوداً، وقعت المسؤولية عليه، وإذا لم يوجد أبوها فأخوها، وإذا لم يوجد أبوها ولا أخوها ولها ولد فولدها مسؤول. المهم أن الولي هو المسؤول عنها.

وكما أن الولي هو المسؤول عن المرأة من جهة أنه يُلزمها بالتقيد بالأمور الشرعية، فهي -أيضاً- ملزمة بأن تمتثل؛ لأن بعض النساء تصاب بغرور، أو تصاب بتفسخ في الأخلاق، فلا تبالي لا بزوجها، ولا بأبيها، ولا بابنها، ولا بأخيها، يعني: لا تهتم ولا تبالي بولي أمرها مطلقاً، ولا شك أن عليها إثماً عظيماً لهذا السبب.

وكما أن المرأة مسؤولة من ناحية التزام التقيد؛ فكذلك المجتمع ينبغي أن يتكاتف أفراده فيما بينهم، فإذا رأوا منكراً وقعت فيه امرأة، فعليهم أن يتكاتفوا في تغييره. وكذلك لا ينبغي للرجال أن يسارعوا إلى تقديم أيديهم لمصافحة النساء اللاتي يحرمن عليهم. وكذلك المرأة إذا قدّمت يدها لمصافحة الرجل الذي لا يحل لها أن تصافحه، فعليه أن يمنعها، وإذا قدّمت يدها للمصافحة يمنعها؛ لكن إذا كانت هي تقدّم وهو يستقبل، أو هو يقدّم يده وهي تستقبل، فحينئذٍ يكون هذا عاملاً من عوامل الفساد في المجتمع، فلا بدّ من التكاتف.

كذلك إذا كانت البلد فيها جهةٌ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، سواءٌ كان ذلك من جهة الدولة، كما هو موجود عندنا في المملكة العربية السعودية، أو من المحتسبين من أهل الخير، كما يوجد في بعض الدول التي يكون فيها كثيرٌ من المسلمين يتكاتفون بينهم، تحملهم الغيرة الدينية على الأخذ على أيدي نسائهم، فإذا وجد من النوع الأول، ووجدَوا من خرج عن حدود الأدب من النساء للمجتمع، فعليهم حملهن إلى طريق الأدب؛ كذلك هؤلاء الأشخاص الذين يتبرعون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا رأوا امرأة خرجت عن حدود الأدب، فعليهم أن ينصحوها ويوجّهوها إلى الحدود الشرعية.

وكذلك بالنظر إلى أئمة وخطباء المساجد الذين عندهم قدرة على معرفة الأحكام الشرعية، وعندهم معرفةٌ لبيانها. فإذا حصل التكاتف من جميع هذه الجهات، فلا شك أن الأمور المنكرة تضعف، والأمور التي فيها خيرٌ للمجتمع تبرز، وهذا من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به في سورة المائدة في قوله: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[1]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (2) من سورة المائدة.