حكم قول (دخول الجنة برحمة الله وليس بالعمل الصالح) عند تقديم النصيحة له
- فتاوى
- 2021-08-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6940) من المرسلة السابقة، تقول: ما نصيحتكم لمن كُل ما دعي لعمل صالح قال: رحمة الله واسعة وليس دخول الجنة بالأعمال إنما برحمة الله؟
الجواب:
من المعلوم أن الله -جل وعلا- قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[1]، والعبد لا يملك لنفسه حسن الخاتمة؛ وإنما يكون بتوفيقٍ من الله -جل وعلا-، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله » قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: « حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته » فمهما عمل الإنسان من أعمالٍ صالحة وكذلك ما تركه من أمورٍ محرمة إثابته على هذه الأمور من فضل الله -جل وعلا-، ولكن كُلها داخلة في شكر العبد لربه كما قال -تعالى-: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"[2]، وكما قال -تعالى-: "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"[3]، ففعل الواجبات وترك المحرمات هذا من وجوه شكر الله -جل وعلا- على نعمه.
وبناءً على ذلك فالإنسان مأمورٌ بفعل الأسباب، قال -تعالى-: "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"[4]، فقوله -جل وعلا-: بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يعني أن هذا سببٌ أمر الله به وأنتم امتثلتم ذلك وأدخلكم الله الجنة بفضله، أما كون الإنسان يترك العمل بالأسباب؛ يعني: يترك الواجبات ويفعل المحرمات فهذا لم يحقق قوله -تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[5]؛ لأن معنى هذه الآية أن الإنسان يستمر بفعل الأسباب التي تؤدي إلى حسن الخاتمة بفضل الله -جل وعلا-، وهذه الأسباب هي فعل الأوامر وترك النواهي، وعلى كل حال لا يحول بين العبد وبين ربه أحد، فقد قال رجلٌ لرجلٍ: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -جل وعلا-: « من ذا الذي يتألى عليّ إني قد غفرت له وأحبطتُ عملك »؛ ولكن هذا لا يعني أن الإنسان يحصل منه تفريط في ترك الواجبات وفي فعل المحرمات فقد يوافيه الأجل وهو على حالةٍ سيئة، ويختم له بخاتمةٍ سيئة، وحينئذٍ لا يمكن أن يُرد إلى الدنيا. وبالله التوفيق.