Loader
منذ سنتين

حكم كشف الوجه للرجال الأجانب، و حكم طاعة الوالدين في ذلك


  • فتاوى
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2427) من المرسلة ع. ف. ع، من ليبيا – بنغازي، تقول: أنا فتاةٌ مسلمة يهمني أن يكون الله راضياً عني، تحجبت قبل ثلاث سنوات، وكنت أعتقد أن الوجه والكفين ليسا بعورة؛ أما الآن وقد علمت عن طريق برنامجكم الخيّر أنهما مما يجب تغطيته، فإنني أحاول تغطية وجهي وكفي، ولكن والديّ يمنعاني من ذلك. هل غطاء الوجه فرض لازم لا يمكن تركه؟ وهل يجوز للمرأة أن تكشف وجهها أمام أخ زوجها إذا طلب زوجها ذلك؟

الجواب:

يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"[1]، ويقول الرسول ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها... » إلى آخر الحديث. 

ففي هذه الآية وفي هذا الحديث بيان أن رب الأسرة عليه مسؤوليةٌ عظيمةٌ في سياسة أسرته، من جهة أنه يحملها على تعلم شرع الله وعلى تطبيقه.

ومما يؤسف له أن يوجد الأب مخالف للطريقة الشرعية، أو أن تكون الأم مخالفة للطريقة الشرعية، فإذا وجد الأب ابنه ملتزماً بالطريقة الشرعية صار عدواً له، وهكذا الأم إذا وجدت ابنتها ملتزمة بالطريقة الشرعية تكون عدوةً لها، وقد تكون العداوة من الأم لابنها، وقد تكون من الأب لابنته، والسبب في ذلك هو وجود الانحراف في الأب، ووجود الانحراف في الأم، فعلى الأب أن يتقي الله في نفسه، وأنه إذا رأى ابنه أو ابنته متمسكَين بدينهما، فعليه أن يحمد الله، وأن يشكره على هذه النعمة، وأن يساعدهما على الاستمرار على هذه الطريقة السليمة، ويشجعهما على ذلك، بدلاً من أن يكون عدواً لهما. فلا يجوز للابن أن يطيع أباه، ولا يجوز له أن يطيع أمه، وهكذا بالنسبة للبنت.

وبالنظر لهذه المسألة المسؤول عنها، لا يجوز للبنت أن تطيع أباها، ولا أن تطيع أمها في مسألة الحجاب؛ بل يجب عليها أن تتحجب، وإذا تركته تكون آثمة، وكذلك بالنسبة للزوج كما أن هذا يأتي في الأب، ويأتي في الأم، يأتي بالنظر إلى الزوج، قد يكون الزوج منحرفاً، أو أنه أخذ ذلك عادةً من العادات، فيحمل زوجته على معصية الله -جل وعلا- إلى درجة أنه يلزمها بأن تسلّم على أخيه، وأن تكشف وجهها لأخيه، إلى غير ذلك من الأمور، فعلى كلّ حال كلٌ عليه مسؤولية، وعلى كلّ شخصٍ أن يتقي الله في رعيته، فإنه مسؤولٌ عنهم. وبالله التوفيق.



[1] الآية (6) من سورة التحريم.