Loader
منذ سنتين

حكم إخبار المرأة أمها عما يدور بينها وبين زوجها


الفتوى رقم (3618) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: هل يجوز أن تخبر المرأة أمها عما يدور بينها وبين زوجها من أمور خاصة لتنصحها وتوجهها؟

الجواب:

الأمور التي تحصل بين الزوج وبين زوجته أصناف:

الصنف الأول: يكون من الأمور الشخصية المقصورة بين الزوج وبين زوجته فيما يتعلق بالعشرة الخاصة فيما بينهما، فهذه من الأمور التي لا ينبغي للمرأة أن تتعرض لها عند أي شخص كان؛ سواء كانت أمها، أو أختها، أو بنتها، أو جارتها، أو صديقتها، أو زميلتها في الدراسة، أو زميلتها في العمل؛ لأنه قد تقوى العلاقة بين امرأة وامرأةٍ أخرى، ومن خلال هذه القوة تحصل ثقة، ومن خلال هذه الثقة قد تفشي المرأة الأسرار الخاصة التي بينها وبين زوجها، فهذا من الأمور التي لا يجوز لها أن تتعرض لها.

الصنف الثاني: الإساءات التي تحصل من زوجها عليها؛ سواءٌ كانت هذه الإساءة بالقول، أو كانت هذه الإساءة بالفعل؛ لا مانع من أن تستشير أمها عن الطريقة التي ينبغي أن يعالج بها مثل هذا التصرف؛ لأن المعاملة في مقابلة هذا التصرف قد تكون من باب الدواء، وقد تكون من باب الغذاء، وقد تكون من الداء.

فتكون من باب الغذاء إذا كانت المعالجة ستزيل هذه الإساءة، تزيل أثرها ولا يبقى لها في المستقبل مجال للتكرر، بمعنى: إن الرجل يتوقف عن تكرار مثل هذه الإساءة مستقبلاً.

وتكون دواءً إذا كانت تعالجها في الحال ؛ لكن قد ينفع هذا العلاج للحاضر والمستقبل، وقد ينفع هذا العلاج للحاضر.

وتكون داءً يُعالج الشيء بما يعود بضررٍ مثله، أو يعود بضررٍ أكثر.

والصنف الثالث من الأمور التي تقع بين الزوجين: الإساءات التي تصدر من الزوجة على زوجها: إساءة بالقول، أو إساءة بالفعل، أو إساءة بالكف.

 فمن النساء من تكون بذيئة اللسان، ومن النساء من تكون سيئة الفعال، ومن النساء من تتصف بالمنِّ على زوجها عندما يريد منها نفسها، أو يريد أن تقضي له شيئاً من الحوائج، لا يمكن أن تقدم له شيئاً إلا بعد المنِّ عليه؛ وكذلك عندما تفعل شيئاً حسناً كثيراً ما تردده من باب المنِّ عليه. فإذا كانت المرأة بهذه الصفة فهذا نوعٌ من المرض، فينبغي أن تستشير أمها، ولا مانع من أن تستشير من ترى نصحه من النساء في معالجة هذا المرض؛ حتى يزول عنها مستقبلاً، وحتى تقوى العشرة فيما بينهما.

والصنف الرابع: الأمور التي تقع بين الزوجين نتيجة تدخل شخصٍ ثالثٍ؛ كأم الزوج، أو أخته، أو بنته من زوجٍ آخر، أو ولده، أو أبيه. أو تدخل من ناحية أقارب الزوجة، فقد يتدخل أبوها مثلاً، فإذا حصلت مشاكل بين الزوجين نتيجة تدخل شخصٍ آخر، فينبغي أن تظهر هذا الأمر لمن ترى منه النصح، ولا فرق في ذلك بين أن يكون قريباً منها أو بعيداً؛ لأن المهم هو معرفة المشكلة، وبيان الحلول الطيبة الممكنة بإزالة هذه المشكلة، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.

فينبغي للشخص إذا كان قد صدر منه الخطأ أن يعترف به وألا يضيفه إلى غيره؛ لأن المرأة قد تخطئ هي؛ ولكنها تضيفه إلى زوجها. وبالله التوفيق.