Loader
منذ سنتين

ما حكم التبرك بالقبور، وهل يخل ذلك في العقيدة؟


الفتوى رقم (12122) من المرسل س من السودان، يقول: ما حكم التبرك بالقبور، وهل يخل ذلك في العقيدة؟

الجواب:

من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي شرع هذه الشريعة، والله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[1] فإذن الشريعة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله . والأشخاص الذين يذهبون إلى القبور إذا كانوا يريدون السلام عليهم عملاً بقول: « زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة »؛ أما إذا كان يأتي إلى القبر من أجل أن يطلب البركة من صاحب القبر فلا شك أن هذا شرك أكبر؛ لأن الشخص عندما يطلب من الميت مثل هذا الأمر كجلب نفع أو دفع ضر فإن هذا من الشرك الأكبر. أما إذا كان يأتي إليه ويدعو الله -جل وعلا- عند القبر فهذا لا يجوز؛ لأن هذا وسيلة من وسائل الشرك. ومن قواعد الشريعة أن الوسائل لها حكم الغايات.

والذي أنصح السامع ومن يحذو حذوه ممن يذهبون إلى أصحاب القبور أن يتجهوا إلى الله -جل وعلا-، فقد سئل علي -رضي الله عنه- كم بين السماء والأرض؟ يعني: كم بيننا وبين الله؟ قال: دعوة مستجابة.

ومن فضل الله وإحسانه على عباده أنه لم يجعل بينه وبين عباده واسطة، فالشخص إذا كان غنياً أو فقيراً، عالماً أو جاهلاً، أميراً أو مأموراً ليس بين كل واحد منهم وبين الله واسطة. وغاية ما في الأمر أن الإنسان يتجه إلى ربه ويسأله ما يريده؛ لكنه لا يسأل بإثم ولا قطيعة رحم. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (7) من سورة الحشر.