Loader
منذ 3 سنوات

حكم من تاب من المعاصي، وكان من ضمنها مال في ذمته لشخص ولا يستطيع إعادته له


  • فتاوى
  • 2021-09-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1355) من المرسل السابق، يقول: إذا تاب الشخص التوبة النصوح، وبدأ بالصلاة وأداء فرائض الإسلام الأخرى، وكان قبل صلاته عليه بعض الذنوب، ومن ضمنها دين قيمته عشرة دنانير لشخصٍ بعيدٍ عنه، فهل يقبل الله توبته وتُغفر جميع ذنوبه السابقة؟ وهل يجوز أن يعطي مبلغ الدَّين لمسكينٍ مستحق إذا كان صاحب الدَّين بعيداً عنه ولا يُعرف أين هو؟ وهل في حالة التوبة النصوح يغفر الله عزوجل جميع ذنوب الشخص التائب؟

الجواب:

        التوبة من حقوق الله -جلّ وعلا- لها ثلاثة شروط: الندم على الفعل، والإقلاع من الذنب، والعزم على عدم العودة إليه؛ فإذا توفرت هذه الشروط في قلب الشخص وصدق مع ربه، فإن الله -جلّ وعلا- قال في محكم كتابه:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"[1].

        وقد جاء في الحديث عن النبي ﷺ: « التائب من الذنب كمن لا ذنب له »[2]، وجاء -أيضاً- أن: « التوبة تجُبّ ما كان قبلها ».

        وبهذا يتبيّن للسائل أنه إذا تاب توبة ًتوفرت فيها الشروط السابقة وصدق مع ربه فأرجو أن يقبل الله توبته.

        أما بالنسبة للعشرةِ الدنانير التي عنده لمسكينٍ لا يعرفه، فإنه يتصدق بها على نية أنها عن صاحبها إذا كان لا يتمكن من إيصالها إليه، فإن جاء في يومٍ من الأيام أخبره بما فعل، فإن رضي بذلك وإلا أعطاه من ماله، وتكون الصدقة عن الشخص الذي دفعها أولاً. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (53) من سورة الزمر.

[2] أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة(2/1419)، رقم(4250).