حكم من ارتكب عدة معاصي، وهل له توبة؟
- فتاوى
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1338) من المرسل س. ك، من العراق، يقول: ارتكبت جملةً من المعاصي، لا أستطيع أن أذكر بعضها فضيلة الشيخ، وفي نهاية أسئلته يقول: ما مصيري وهل لي من توبة؟
الجواب:
يقول الله -جلّ وعلا-:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية للتائبين، فالإنسان إذا تاب من ذنبه سواءٌ كان كفراً أكبر، أو شركاً أكبر، أو نفاقاً أكبر، وسواء كان كبيرة من كبائر الذنوب؛ كالزنا وشرب الخمر، إلى غير ذلك، فإذا تاب وصدق في توبته مع الله -جلّ وعلا-؛ فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه برحمته وفضله.
ولكن مما يحسن التنبيه عليه -هنا- أن التوبة إذا كانت من حقوق الله فلها ثلاثة شروط:
الإقلاع من الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على فعله.
وإذا كانت من حقوق الخلق، فهذه الثلاثة يضاف إليها شرطٌ رابع، وهو أن يرد الحق إلى صاحبه، فإذا كان الحق يمكن رده؛ كالحق المالي؛ فإنه يرده، وإذا أمكن استباحة صاحبه استباحه، وإذا لم يمكن رد المال إلى صاحبه؛ لإنه يترتب على رده مفاسد عظيمة، أو أنه يتعذر الحصول على صاحبه؛ إلى غير ذلك من الأعذار المعتبرة شرعاً؛ فإنه يتصدق به على نية أنه لصاحبه.
وإذا كان هناك حقٌ عليه لمسلمٍ من عرضٍ أو ما إلى ذلك استباحه، فإن لم يتمكن من ذلك لمانعٍ من الموانع الشرعية، فإنه يدعو له بظهر الغيب، أو يتصدق عنه على أساس أن الله يكفّر عنه هذا الذنب.
وعلى كلّ حالٍ فينبغي للسائل ولأمثاله من الناس ألا ييأسوا من روح الله -جلّ وعلا-؛ فإن الله -جلّ وعلا- أرحم بالعبد من نفسه. وبالله التوفيق.