ما العبادة؟ وما الفرق بينها وبين العادة؟
- توحيد الألوهية
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5242) من المرسل السابق، يقول: ما العبادة؟ وما الفرق بينها وبين العادة؟
الجواب:
العبادة هي عبارةٌ عن علاقة العبد بالله -جلّ وعلا-. وإذا نظرنا إلى هذه العلاقة وجدنا أن الإيمان والتوحيد والعبادات الأخرى من طهارةٍ وصلاة وحج أموراً تعبدية؛ منها ما يكون عبادةً باللسان، ومنها ما يكون عبادةً بالقلب، ومنها ما يكون عبادةً بالجوارح. ولهذا قال العلماء: إن الأصل في باب العبادات هو التعبد والتوقيف. فلا يزاد على العبادة ما ليس منها بطريق القياس؛ وإنما يكون شأن الشخص هو الامتثال وعدم البحث عن التعليل. وبقية أمور الشريعة من معاملاتٍ وغيرها هذه فيها جانب عبادةٍ من ناحية أن الشخص إذا فعلها ممتثلاً لما أمر الله به، وإذا ترك المحرم منها ممتثلاً لما نهى الله عنه؛ فالله أمر بالبيع، ونهى عن الربا، ونهى عن الغش، ونهى عن الظلم، ونهى عن أخذ الرشوة؛ إلى غير ذلك من الأمور التي نهى عنها، فالشخص يفعل المأمور به من باب المعاملات، ويترك المنهي عنه امتثالاً لأمر الله واجتناباً لنهيه، فيكون عبادة من هذا الوجه وإن كان معاملة من ناحية صورته؛ ولهذا رتب الثواب على هذه التصرفات عندما تكون مقرونةً بقصد الامتثال.
أما بالنظر للعادات فهي الأمور التي يزاولها الإنسان في نفسه أو الناس؛ كعادتهم في أكلهم وشربهم ولباسهم وما إلى ذلك؛ فهذه أقترح عليها أنها تكون عادات.
وعلى هذا الأساس ينبغي على الشخص أن يفرّق بين ما يكون عبادةً، وما يكون معاملةً، وبين ما يكون عادة.
ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها في هذا المقام هو أن العادة إنما تكون معتبرة إذا لم تخالف الشرع؛ فإذا خالفت الشرع بأي وجه من وجوه المخالفة فإن هذه العادة لا تكون معتبرة. وبالله التوفيق.