كيف نعرف تفسير القرآن وما المنهج في هذا الموضوع؟
- ما يتعلق بأحكام التجويد وتفسير القرآن
- 2022-02-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10202) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كيف نعرف تفسير القرآن وما المنهج في هذا الموضوع؟
الجواب:
لا شك أن العناية بمعرفة تفسير القرآن من الأمور المفيدة للشخص، ولكن الشخص الذي يريد أن يتعلم تفسير القرآن على وجهٍ موسعٍ لا بد له من معرفة أمور منها: علم اللغة، وعلم فقه اللغة، وعلم النحو، وعلم التصريف، وعلم الاشتقاق، وعلم البيان والمعاني والبديع؛ وكذلك علوم القرآن؛ وبخاصةٍ قواعد التفسير وأصول الفقه. ولا بد -أيضاً- من معرفة العلاقة بين القرآن وبين السنة؛ ذلك أن السنة مفسرةٌ للقرآن. ومنها ما هو مؤكد لمواضع للقرآن، ومنها ما هو زائد؛ ولكن هذا الزائد أمرنا الله بالأخذ به: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[1]. ولا بدّ من معرفة تفسير الصحابة، وتفسير التابعين، وتفسير أتباع التابعين. ولا بد من معرفة رسم القرآن، ولا بد من معرفة علم القراءات، ولا بد أن يتعلم الشخص التاريخ الذي له علاقة فيما جاء في القرآن من أخبار الأمم الماضية، ويعرف سيرة الرسول ﷺ، ويعرف العلاقة بين القرآن من جهة علاقة بعضه ببعض؛ ذلك أن القرآن يشتمل على وجهين من الإشكال؛ أما الأول فهو المشكلات من الناحية اللفظية، وهذه فيها كتب مؤلفة. والثاني المشكلات المعنوية وفيها كتب، فيحتاج طالب العلم إلى أن يعرف علاقة القرآن بعضه ببعضٍ من جهة أن القرآن يبين بعضه بعضاً، وأن هذه الإشكالات لها كتب تبيّنها؛ يعني: هذه الكتب تبين الجمع بين الآيتين المشكلتين.
هذه أمورٌ لا بدّ أن يكون الشخص على معرفةٍ منها، ثم بعد ذلك يدخل في تفسير القرآن.
وأما الشخص الذي يأخذ الآية ويتكلم فيها على حسب فهمه هو وهو ليس مؤهلاً فقد قال ﷺ: « من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار ». وبالله التوفيق.