Loader
منذ 3 سنوات

حكم مناداة الملتحي بمولانا أو مطوع


  • فتاوى
  • 2021-09-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1373) من المرسل السابق، يقول: بعض الأخوة يُنادوا الأخ المُلتحي يا مولانا أو يا مطوع، وأنا أعتبر هذا إساءة للسنة، فما الحكم؟

الجواب:

        من قواعد الشريعة: الأمور بمقاصدها، والشخص الذي يصدر منه هذا الكلام هو أعلم بنفسه من غيره من جهة ما ينطوي عليه من القصد، فإذا كان يتكلم بهذا الكلام لا لقصد سوءٍ، فليس عليه في ذلك شيء من جهة مناداة هذا الشخص بهذا النداء من أجل أنه مُلتحٍ؛ ولكن من جهةٍ أخرى لا ينبغي أن تُستخدم هذه الكلمة وهي كلمة مولى وتكون مبتذلة عند الخاصة والعامة، فقد يكون هذا استهانة من جهة أخرى، وتكييف مقاصد الناس الآخرين يحتاج إلى يقظة وإلى حذر من جهة أن بعض الناس قد يُكًيف مقاصد أناسٍ آخرين؛ ولكنه يُخطئ في هذا التكييف، ولهذا لما أقدم واحدٌ من الصحابة رضي الله عنهم على قتل شخصٍ كان كافراً، وبعد ذلك شهد أن لا إله إلا الله عندما أراد الصحابي قتله فقتله، فلما بلغ ذلك النبي ﷺ قال:« أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ قال: إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ »[1].

        ولهذا أنا أُنبه الأخوة المستمعين على هذا الجانب العظيم وهو الإعراض عن تكييف مقاصد الناس؛ إلا إذا دل دليل على ما يقصده الإنسان، فإذا دل دليلٌ يُوصل إلى درجة اليقين أو إلى درجة غلبة الظن؛ فلا مانع من أن يبني الإنسان على هذا الدليل؛ أما مجرد تكييف مقاصد الناس ويُبنى على هذا التكييف، قد يُكيف الإنسان مقصد شخص آخر تكييفاً سيئاً، ويبني عليه أموراً لا تكون معهودة، فيكون آثماً في تكييف القصد من جهة، ويكون آثماً في البناء عليه من جهة أخرى. والمُكلف مأمور بأن يبني على ظواهر الأمور لا على بواطن الأمور، ولهذا جاءت الشريعة في البناء على ظواهر الأمور. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله (1/96)، رقم(96).