Loader
منذ سنتين

حكم اشتراط المرأة على زوجها إذا أراد الزواج عليها ألا يدخل عليها، ويصرف عليها فقط


الفتوى رقم (10740) من المرسلة م. س, تقول: زوجي يريد الزواج عليّ واشترطت عليه ألا يدخل عليّ، وألا يرى وجهي، ويكون بيني وبينه أن يصرف عليّ فقط؛ أما غيره فلا أقبل منه شيئاً، هل يجوز لي ذلك مع أنه لا يريد التخلي عني ويحبني؟

الجواب:

        الله -جل وعلا- قال: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}[1]، وقال -جل وعلا-: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}[2].

        وبعض الرجال يتزوج المرأة ويمضي عمرها معه وتنجب له أولاداً، ثم بعد ذلك تكون عنده رغبة في الزواج ويتزوج؛ لكن مآل المرأة الأولى تجد أن هذا المآل يختلف عند بعض الأزواج، فبعض الأزواج يحافظ على الأولى بأداء حقوقها من النفقة ومن الكسوة ومن السكنى وكذلك من القسم؛ إلا إذا اتفق معها على إسقاط ليلتها، ولهذا الرسول ﷺ كان يقسم حتى في مرض موته.

        وعلى هذا الأساس يتزوج الرجل ولكن المرأة الأولى يقوم بجميع حقوقها ويقسم لها، وإذا أراد أن يحصل منه شيء من النقص مثل المبيت فإنه يتفاهم معها للتنازل عن ليلتها، أو التنازل عن بعض الوقت. وبعضهم عندما يتزوج ينقلب على زوجته الأولى فيهملها من جهة النفقة والكسوة والسكنى قد يخرجها من البيت! وقد يخرجها هي وأولادها، وهذا وقع من كثير من الأزواج، فتجده يتنكر لها ويتنكر لأولاده كأنه لا يعرفهم، ويحصل عليهم ضرر من ناحية السكنى ومن ناحية النفقة والأكل وغير ذلك؛ وكذلك الرعاية والتربية؛ فعلى كل شخصٍ يريد أن يتزوج عليه أن يتقي الله في زوجته الأولى، ويتقي الله في أولاده فإنه مسؤول عنهم يوم القيامة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (3) من سورة النساء.

[2] من الآية (129) من سورة النساء.