Loader
منذ سنتين

من أخطأ في حق أخٍ له في الإسلام، وأراد أن يستبيحه ما السبيل؟


  • فتاوى
  • 2021-12-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5045) من المرسل السابق، يقول: إذا أخطأت في حق أخٍ لي في الإسلام، وأريد أن أستبيحه قبل أن يحل بنا الموت ما السبيل ؟

الجواب:

        الشخص عندما يعتدي على شخصٍ فأنواع الاعتداء كثيرة، ولكن هذا الاعتداء الذي حصل قد يكون يمكن رده، مثل الإنسان الذي يسرق مالاً أو يغصب مالاً هذا يرده، وقد يتعذر رده بعينه لكنه يرد بدله وقد يتعذر رد بدله ولكن يرد قيمته وقد يعلم صاحبه وقد لا يعلم، وإذا علم صاحبه دفعه إليه وإذا كان دفعه إليه سيترتب عليه مفسدة مساويةٌ للمصلحة أو يترتب عليه مفسدة راجحة أو يترتب عليه تفويت مصلحةٍ عليا مع حصول مصلحةٍ صغرى، ففي هذه الأحوال بإمكانه أن يتصدق به على نية أنه عن صاحبه، أما إذا كان لا يعلمه مطلقاً أخذه ولكنه لا يعلم صاحبه فإنه يتصدق به عن صاحبه.

        أما إذا كان الاعتداء على الشخص من جهة بدنه بضربٍ مثلاً أو من جهة غيبة أو نميمة ففي إمكانه أن يستبيحه، وإذا تعذرت عليه استباحته لسببٍ من الأسباب ككونه مثلاً يخشى من استباحته أن يترتب عليها ضرر ففي إمكانه أن يدعو له.

        أما إذا كان لا يعرفه أصلاً فكذلك يدعو له، وإذا أراد أن يتصدق عنه فهذا خيرٌ على خيرٍ.

        ولكن ينبغي أن يتنبه الشخص من ناحية لسانه مثلاً ومن جهة حواسه ومن جهة جوارحه ألّا يستغل هذه الجوارح، وألا يستغل هذه الحواس فيما يعود على الناس بالأذى، بل يستعملها في كف أذاه عن الناس من جهة، وأن يستعملها على حسب وظائفها الشرعية، ومن وظائفها: أن الشخص يكف عن الاعتداء عن الناس بسمعه وببصره وبيده وبشمه وبذوقه، وهكذا في بطنه يعني ما يأكل أموالاً محرمةً للناس، وهكذا سائر جوارحه كقدمه مثلاً.

        فالمقصود هو أن الشخص يوظف جوارحه وحواسه حسب وظائفها الشرعية، ولا يوظفها توظيفاً غير شرعي وهكذا يكون الشخص قد سلك مسلكاً محموداً، ولهذا جاء رجلٌ إلى الإمام أحمد يسأله فقال: يا أبا عبد الله كيف أسلم من الناس؟ قال أحسن إليهم، ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسيء إليهم. وبالله التوفيق.