Loader
منذ سنتين

تفسير قوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا"


  • التفسير
  • 2021-12-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3498) من المرسل أ. ع من الإمارات العربية المتحدة، يقول: ما تفسير الآية الكريمة: "أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا"[1].

الجواب:

 هذه الآية فيها بيان الحكم على أناسٍ انحرفوا عن دين الله -جلّ وعلا- انحرافاً كان سبباً لهذا الحكم من الله -جلّ وعلا-، وهو طردهم وإبعادهم عن رحمة الله -جلّ وعلا-. وهذه الآية كغيرها من الآيات التي تنزل ويكون لنزولها سببٌ، وقد قرّر العلماء أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومعنى ذلك: أن كلّ شخصٍ اتصف بصفة أولئك الذين حصل عندهم هذا الانحراف، أنه يستحق ما يستحقونه من الطرد والإبعاد عن رحمة الله -جلّ وعلا-، والإنسان في هذه الحياة عندما يعرض له عارضٌ من العوارض التي يريد أن يدفعها عن نفسه، قد يقوى على دفعها بنفسه، وقد يستعين بغيره من الناس الذين يساعدونه على دفع هذا الأمر، فيجد معيناً ناصراً، بصرف النظر عن كون عمله هذا حقاً أو باطلاً؛ لأنه يوجد من الناس من يريد أن يحقق الغرض الذي في نفسه، ويريد من الناس أن يساعدوه على تحقيق هذا الغرض. ولهذا قال الله -جلّ وعلا-:"وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا"[2]، فهو مطرودٌ ومبعدٌ عن رحمة الله -جلّ وعلا- في الدنيا، وإذا مات على الكفر فهو مطرودٌ عن رحمة الله -جلّ وعلا- في الآخرة. ولا يجد له من ينصره؛ لأن الله نفى النصرة هنا، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً؛ لأن الله ليس له شريك، وليس له معين، وهذا فيه تنبيهٌ على أن الواجب على الإنسان أن يكون على يقظةٍ من جهة أنه يسلك أسباب الخير؛ ليحصل على مرضاة الله -جلّ وعلا-، وينصرف عن أسباب الشر، وذلك من أجل الحصول على مرضاة الله -جلّ وعلا-.

أما إذا عكس وأخذ بأسباب الشرّ يفعلها، وترك أسباب الخير، فهذا قد عرّض نفسه لغضب الله -جلّ وعلا-. ومن حصل منه شيءٌ من التفريط في حياته، فعليه أن يعود إلى نفسه، ويتوب إلى الله -جلّ وعلا- مما حصل منه، فإن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات. وقد رغّب الله في التوبة في كثيرٍ من المواضع في القرآن، وكذلك رغّب فيها الرسول ﷺ، فعلى المفرط أن يتنبه لنفسه، وأن يتوب إلى الله -جلّ وعلا- توبةً صادقة. وبالله التوفيق.



[1] الآية (52) من سورة النساء.

[2] من الآية (52) من سورة النساء.