من ارتكب كثيراً من المحرمات ومنّ الله عليه بالهداية وترك المحرمات هل تشهد حواسه يوم القيامة بما عمله؟
- فتاوى
- 2021-07-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5600) من المرسل ع. ع. س، يقول: أنا شاب كنت قد ارتكبت كثيراً من المحرمات وبعد أن منّ الله عليّ بالهداية تركت كثيراً من هذه المحرمات ولله الحمد، هل تشهد عليّ أعضائي وحواسي يوم القيامة بما كنت أفعله؟
الجواب:
الشخص عندما يعمل عملاً صالحا ًيكتب له، وعندما يعمل عملا ًسيئاً يكتب عليه، يقول -تعالى-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[1]، ويقول -جلّ وعلا-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[2]، ويقول -جلّ وعلا-: "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"[3]، فجاءت الأدلة دالة على أن الإنسان يقدم على ما قدمه من خير وشر.
ولكن من رحمة الله وفضله وإحسانه أنه شرع أسباباً للتخلص من الأمور السيئة إذا عملها الإنسان وتخلص منها قبل موته، ومن ذلك التوبة، يقول الله -جلّ وعلا-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[4].
فعلى الإنسان إذا ترك واجباً من الواجبات، أو فعل شيئاً من المحرمات-؛ يعني: إذا عصى الله فإنه يتوب إلى الله -تعالى- ولا يتوب توبة كاذبة، يتوب اليوم ويعود غداً وهكذا يتلاعب. لا يجوز له أن يفعل ذلك؛ بل عليه أن يتوب توبةً صادقةً فيندم على ما فعله، ويعزم على ألا يعود إليه، إلى آخر الشروط إذا كانت من حقوق الله. وإذا كانت من حقوق الخلق، فإنه يؤدي الحق إلى صاحبه إذا أمكن أداؤه. وإذا تعذر أداؤه فإنه يستبيح صاحبه، وإذا تعذرت الاستباحة فإنه يدعو لصاحبه ويتصدق صدقة ينوي بها على أنها مقابل ما حصل منه من إساءة. وبالله التوفيق.