Loader
منذ 3 سنوات

حكم ترك الرجل للصلاة بسبب مرضه وعدم إدراكه واستمرار تركه لها بعد ذلك وتركه الغسل والنظافة، وهل يؤثر ذلك على العلاقة الزوجية؟


  • الصلاة
  • 2021-09-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1486) من المرسلة أ. ع.ع، من المنطقة الشرقية، تقول: أنا امرأة متزوجة والحمد لله، ولي ولزوجي العديد من الأبناء، وقدر الله وكانت مشيئته أن يدخل زوجي إحدى المستشفيات على إثر ورمٍ في رأسه، وطالت عليه الفترة هناك، فأخذ ما يقارب الخمس سنين، وكان فيها غالباً لا يُصلّي لعدم إدراكه لما حوله، والآن وبعد خروجه كذلك لا يصلّي إلا بعض الفروض، هذا بعد الإلحاح عليه وتذكيره بالآخرة والعقاب والحساب، والقول بأن الذي لا يُصلّي كافر. الحاصل أن علاقتنا الزوجية منقطعة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، وذلك لعدة أسباب منها دخوله المستشفى وعدم صلاته ورفضه التام للاستحمام، وتمر عليه الأشهر دون أن يستحم ولا يهتم بنفسه، وتشكو -أيضاً- من سوء حاله ووساخة ملابسه وهكذا.

الجواب:

        المسألة لها جوانب:

        الجانب الأول: فيما يخص الرجل، فهذا الرجل:

 إن كان عاقلاً فهو مكلف، وإذا كان مكلفاً فإن الصلاة واجبة عليه، وهي ركن في حقه، فإذا تركها تهاوناً وكسلاً، أو تركها جحداً وعناداً فإنه كافر، يُستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قُتل مرتداً عن الإسلام.

        وإذا كان غير عاقل فيكون قد سقط عنه التكليف، ومن التكليف الصلاة، فالمحك في ذلك هو النظر في حال هذا الرجل من ناحية العقل من عدمه، وبعد ذلك يُرتّب على كلّ منهما ما يترتب عليه شرعاً.

        الجانب الثاني: فيما يخص الزوجة، فالزوجة من ناحية علاقتها بالرجل إذا تبيّن أنه عاقل، فإن إبعادها نفسها عنه، وهو في هذه الحال؛ يعني: من ناحية العلاقة الجنسية، هي على حق في ذلك إذا كان لا يصوم ولا يصلّي ولا يتطهر من الجنابة، ولا يُطِّهر ملابسه من النجاسة مع أنه عاقل؛ فحينئذٍ هي على حق في ذلك.

        أما إذا كان غير عاقل، فهي على غير حقٍ في ذلك؛ بل عليها أن تُمكّنه من نفسها.

        الجانب الثالث: فهي رعايته من ناحية خدمته وما يتعلق بذلك، فإذا كان الشخص لا يصلّي ولا يصوم؛ إضافة إلى ما ذكرته السائلة في سؤالها وهو عاقل، فلا ينبغي لها أن تخدمه؛ لأن هذا لا يستحق الخدمة، وإذا كان غير عاقل فإنها تخدمه وتقوم بجميع شؤونه، ترجو في ذلك ثواب الله -جلّ وعلا- وتخاف عقابه، وبإمكانها أن تستعين بأبنائه وبناته إذا كان له أبناء وبنات من أجل أن يعينوها على تحمل المسؤولية فيما يجوز فعله. وبالله التوفيق.

        المذيع: هنا كلمات جعلتها في آخر الرسالة تقول: وللعلم هو يعاني من مرض فقدان الذاكرة والنسيان، وعقله يُشبه -إلى حدٍ كبير- عقل الطفل الصغير بعد العمليات التي أُجريت له في دماغه، فهو يبكي من كلّ شيء، ولأي شيء مهما كان السبب تافهاً، فأرجو إفادتي والحالة هذه هل هو عاقل أم لا؟

        الشيخ: هذا يحتاج إلى الطبيب الذي أجرى الفحوص عليه وأجرى العمليات له، هو الذي بإمكانه أن يُعطي تقريراً طبياً عن حالته من الناحية العقلية، فدورها في العناية والقيام بشؤونه حتى يتبين الأمر؛ لأن هذا هو الأصل. وبالله التوفيق.