الفتوى رقم (4342) من المرسلة السابقة، تقول: حفظت ثمانية أجزاء من القرآن، وأنا لا أتمتع بذاكرة جيدة، فأنسى بعضها، وإذا راجعت عليها نسيت الأخرى، وعندي رغبة قوية في حفظ القرآن، فهل أواصل الحفظ أم أُراجع فقط؟ وما عقاب من نسي ما حفظ من القرآن؟

الجواب:

        بالإمكان أن تجعل هذه المرأةُ وقتًا لمراجعة ما حفظته من القرآن، ووقتًا لحفظ ما تريد حفظهُ، ولكن ينبغي أن تحددَ قدرًا محدودًا على حسب إمكانها، وتكرر هذا الشيء الذي حددتهُ، تكررهُ حتى يثبتَ ويستقر وتكون مراجعتهُ سهلة؛ لأن بعض الأشخاص الذين يريدون أن يحفظوا القرآن عن ظهر قلبٍ يتساهلون في البدايةِ من جهة حفظهِ، فلا يكررونَ القسم الذي يريدون حفظه.

        فإذا فرضنا أن الشخص يحدد لنفسه صفحة، في كل يوم يقرأ هذه الصفحة خمسين مرة أو ستين مرة، أو يجعل هذه الصفحة ليومين لا ليوم واحد، أو يجعل نصفها على حسب قدرته؛ لأن الناس عندهم تفاوت في القدرة على الحفظِ، وكذلك في القدرةِ على استذكار المحفوظ، وكل شخص أعلمُ بحاله، لكن المهمُ هو الجمعُ بين استعادة الشيء المحفوظ مع الاستمرار في حفظ ما بقي من القرآن حسب الاستطاعة، وبالله التوفيق.