Loader
منذ سنتين

إمام له دروس حدث خلاف بينه وبين بعض أفراد الجماعة وفارق المسجد، واتخذ مكاناً للدرس ومسجداً قريباً للمسجد الأول في نفس الحي مسجداً فما حكم ذلك؟


  • الصلاة
  • 2022-01-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8251) من المرسل م. م. د من هولندا، يقول: كان أحد الإخوة إماماً في مسجد حيناً، وله دروس كثيرة في التوحيد والعقيدة الفقه وغير ذلك، واستمر هذا الأمر إلى أن حدث خلاف بين الإمام وبين بعض أفراد الجماعة، وزاد حدة الخلاف مما أدى إلى مفارقة الإمام للمسجد، وتوقفت الدروس، إلا أن هذا الإمام وبعض من معه من الشباب قرروا أن يبحثوا عن مكان مستقل لمتابعة الأنشطة التي يقومون بها، وفي آخر المطاف وجدوا مكاناً بالإيجار لا يبعد عن المسجد الأول الذي خرج منه الإمام إلا بضع دقائق على الأقدام، وهو في نفس الحي، فقرروا أن يجعلوا هذا المكان للدروس، ويجعلوه كذلك مسجداً للصلاة رغم وجود المسجد الأصلي على المسافة القريبة كما ذكرت لكم، فما حكم ما وقع من اتخاذ مكان للصلاة قرب المسجد الأول، وهل يجوز لنا أن نحضر هذه الدروس من أجل الفائدة، وأن نصلي معهم؟

الجواب:

        السائل لم يشخص الأسباب التي نشأت عنها الفرقة لا بالنظر للأسباب المتعلقة بالإمام، ولا بالنظر للأسباب المتعلقة بالجهة الأخرى؛ لأن الأسباب قد تكون أسباباً شرعية وقد تكون أسباباً غير شرعية.

        فالحقيقة أن هذا السؤال فيه إجمال، والشيء الذي ينبه عليه بهذه المناسبة:

        أن الخلاف لا بد أن يحصل؛ لأن فيه ظاهرة عند كثير من الناس أن الشخص يحب أن يبرز نفسه، وأن يغمر من يخشى أن يبرز نفسه أن يكون متقدماً عليه عند الناس، هذي ظاهرة موجودة عند بعض الناس، وهذا من شهوة النفس ومن حب الظهور، وليس ذلك من الأمور المشروعة.

        وعلى الشخص إذا حصل خلافٌ بينه وبين أحد أن ينظر إلى مصدر هذا الخلاف، هل الخلاف في حقٍ من حقوق الله أم أن الخلاف في حقٍ من حقوق النفس، أم أن الخلاف في حقٍ من حقوق بعض الناس أم أن الخلاف في حقٍ مشترك بين الله وبين العبد؟ فلا بد من تشخيص السبب، ويعالج هذا السبب وبعد ذلك يزول الخلاف، وبالله التوفيق.