Loader
منذ سنتين

حكم كلامنا في الساحر، وحكم مصافحته أو مجالسته


  • فتاوى
  • 2021-12-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4553) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم كلامنا في الساحر؟ وهل تجوز مصافحته أو مجالسته؟

الجواب:

          الكلام في الساحر من جهة تحذير الناس منه هذا من النصيحة والرسول ﷺ قال: « الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم »، فهذا من النصح للناس ينبهون على أن هذا الشخص ساحر، لكن لا ينبه عليه بأنه ساحر إلا بعد التحقق من كونه ساحر، وأما مسألة مصافحته فلا يُصافح، لا يسلم عليه بل يهجر، لكن لا مانع من نصحه وتوجيهه والدعاء له. وبالله التوفيق.

          المذيع: كثر الحديث عن السحر وعن السحرة هل من كلمة إلى من تحدثه نفسه بذلك العمل، أو أنه قد أقدم عليه لعلها تكون موعظةٍ وذكرى؟

          الشيخ: هذا الموضوع له تعلقٌ بنفس السحر، وتعلقٌ بالساحر نفسه، وتعلقٌ بالشخص الذي يأتي إلى الساحر ويريد منه أن يحقق له غرضاً من الأغراض.

          فأما بالنظر إلى السحر فالسحر سبب من الأسباب ولكنه من الأسباب التي ليست بمشروعة، من الأسباب التي لا يجوز الأخذ بها؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- بين أن الساحر كافر، وبما أن هذا السبب من الأسباب التي ليست بمشروعة فإن الذهاب إلى السحرة من الأمور التي لا تجوز، لأن الشخص الذي يذهب إلى الساحر يريد أن يحقق له الساحر أمراً يكون مرتباً على سببٍ محرم، وبما أن السبب محرم، فلا يجوز الذهاب إليهم، ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم.

          وهذا فيه تنبيهٌ لجميع الأشخاص الذين يذهبون إلى المشعوذين إلى السحرة، فكما أن السحرة يستغلون تغفيل هؤلاء الذين يراجعونهم، يستغلونهم بالكذب عليهم، فقد يذكرون لهم أموراً واقعة عليهم وهي لم تقع في الواقع، وذلك من أجل ابتزاز الأموال منهم، فالذهاب إليهم لا يجوز، ودفع الأموال إليهم لا يجوز، والكسب الذي يأخذونه كسب حرام.

          أما بالنظر للسحرة والمشعوذين، فعلى كل واحدٍ منهم أن يتقي الله في نفسه، وأن يراقب الله جل وعلا؛ لأن الشخص الذي يستعمل هذا الشيء يكون متعمداً بفعله، وكما ذكرت لا يستعمل ذلك إلا من أشرك الجن، أشرك الشياطين مع الله تعالى وذلك من أجل أن يستخدمهم في أمور يحققونها له وهي لا تجوز، فعليهم أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يتوبوا إليه ويستغفروه، فإن الله جل وعلا يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات، يقول جل وعلا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[1].

          وكلٌ من الساحر والذي يذهب إليه لا يدري متى يأتيه الأجل، فقد يأتيه الأجل وهو على حالة لا ترضي الله جل وعلا ويختم له بخاتمة سيئة، وحينئذٍ يكون قد خسر الدنيا والآخرة. وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.