Loader
منذ سنتين

البعض يحتج بهذا التوسل بالأولياء والصالحين بقوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ} كيف يمكن دحر هذه الشبهة؟


الفتوى رقم (10916) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس يستدل أو يحتج بهذا التوسل بالأولياء والصالحين بقوله -تعالى-: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ}[1] كيف يمكن دحر هذه الشبهة أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        هذا الكلام بالنسبة لأولاد يعقوب، فيعقوب حي وأولاده أحياء، وهم ارتكبوا ذنباً وهو ما عملوه مع أخيهم يوسف في إنزاله في البئر، فلا شك أن هذا ذنب منهم، ويريدون أن يستغفر لهم أبوهم؛ بمعنى: إنه يسمح عنهم من جهته، ويطلب الله -جل وعلا- أن يغفر لهم.

        وإذا جاء شخصٌ إلى شخصٍ وطلب منه أن يدعو له وهو حي فلا مانع من هذا. الرسول ﷺ يقول: « لا تنسنا يا أخي من دعائك »[2].

        ولهذا تجدون أن الإنسان يدعو للأموات، كما يحصل -أيضاً- في الصلاة على الجنازة: « اللهم اغفر لحينا وميتنا »، يدعو للأحياء وللأموات؛ لكن تأتي إلى ميت وتطلب منه أن يستغفر لك، وتطلب منه أن ينفعك أو يضرك، وتطلب منه أن يشفع لك عند الله! كل هذه الأمور ممنوعةٌ شرعاً. وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (97-98) من سورة يوسف.

[2] أخرجه أحمد في مسنده(1/326)، رقم(195)، وأبو داود في سننه،كتاب الصلاة، باب الدعاء (2/80)، رقم(1498)، وابن ماجه في سننه، كتاب المناسك، باب فضل دعاء الحاج (2/966)، رقم(2894).