Loader
منذ سنتين

ما حكم رجل لا يتواصل مع والدته إلا عن طريق المكالمة الهاتفية من العيد إلى العيد، وهل يعتبر عقوقًا؟


  • فتاوى
  • 2022-03-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12368) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما حكم الشرع في نظركم في رجل لا يتواصل مع والدته إلا عن طريق المكالمة الهاتفية من العيد إلى العيد، ما حكم هذا في الإسلام؟ وهل هذا يعتبر عقوقاً؟

الجواب:

من المعلوم أن بر الوالدين واجب، وأن بر الأم آكد من بر الأب، يقول الله -جل وعلا-:  {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]. والنبي ﷺ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: « أُمُّك، قَالَ: ثُمَّ منْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ »، فهذا حديث فيه بيان تأكيد حق الأم. والرسول ﷺ قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: « يأتيكم وفد من أهل اليمن معهم أويس القرني له والدة هو بها بارٌ لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ». فلما جاء وفد اليمن سأل عمر -رضي الله عنه- عن أويس فجيء به إليه فأخبره بما قال له الرسول ﷺ قال له: أريد أن تستغفر لي فاستغفر له»

فهذه الأدلة كلها تدل على عظم حق الوالدين من جهة، وعلى تأكد حق الأم من جهة أخرى، وعلى الآثار التي تترتب على هذا البر فقد قال ﷺ: « بروا آباءكم تبركم أبناؤكم »، فالعقوق الذي يحصل من الابن لأبيه سيأتي له أولاد يعملون له من العقوق ما عمله مع أبيه. وبناء على ذلك فإن الشخص يحرص على القيام بحق والديه في جميع ما يحتاجان إليه.

أما بالنظر إلى صورة السؤال المسؤول عنها فلا شك أن عمله هذا محرّمٌ؛ يعني: كونه لا يتصل بها إلا من العيد إلى العيد، وأيضاً عن طريق التلفون، فهذا الرجل إن كان سالماً في عقله، أو كان سالماً من الصوارف؛ لأن بعض النساء إذا تزوجت الرجل صرفته عن جميع أقاربه من أجل أن تتفرد به وتتصرف في عقله، وفي فكره، وفي وقته، وفي بدنه، وفي ماله، فإذا كان الشخص يتصرف باختيار منه فلا شك أن عمله هذا محرّمٌ. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.