دلوني على طريقة أداوم من خلالها على قيام الليل؟
- الصلاة
- 2022-02-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10725) من المرسلة السابقة، تقول: دلوني على طريقة أداوم من خلالها على قيام الليل؟
الجواب:
من الأمور التي يحتاج أن يتنبه لها الإنسان هو الأخذ بقوله -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}[1] وهذا المأمور به وهو العدل عامٌ في جميع مجريات حياة الناس، وعامٌ للناس أيضاً؛ كلٌ في حدود ما أنيط به من مسؤوليةٍ عامةٍ أو مسؤوليةٍ خاصة.
وبناءً على ذلك: فإن الفرد يحتاج إلى أن يعمل موازنةً بين أمور حياته اليومية، فيحدد المسؤوليات المناطة به خلال أربعٍ وعشرين ساعة. وهذه الأمور المناطة منها ما أوجبه الله على العبد دون اختيارٍ من العبد؛ كالصلوات الخمس، وكالجمعة؛ وكذلك صيام رمضان. وقد يوجب العبد على نفسه أموراً وهذه الأمور التي يوجبها على نفسه خلال أربع وعشرين ساعة تارةً تكون في حدٍ أعلى، أو في حدٍ متوسط، أو في حدٍ أدنى. فمثلاً شخصٌ يؤدي في النهار أعمالاً دنيوية، وعندما يأتي الليل يسهر مع بعض الأشخاص. والليل والنهار أربعٌ وعشرون ساعة، فعندما يستهلك أكثر الوقت في هذه الأمور ويبقى الوقت القليل وهو الليل، فيأتي للنوم وهو متعبٌ من الأمور التي أداها في النهار. الأمور الواجبة لا إشكال فيها؛ لكن فيه أمورٌ يؤديها وقد يكون بعضها من الفضوليات؛ لكنه لا يفكر في هذه الفضوليات وهي تؤدي باعتبار المآل إلى حرمانه أو إلى عدم تمكنه من قيام الليل.
وبناءً على ذلك كله فهو محتاجٌ إلى أن يتجنب جميع الأمور التي تؤثر عليه وتمنعه من قيام الليل. فمثلاً يخفف على نفسه من الأعباء في النهار، وينام مبكراً، ولا يأكل أكلاً قبل نومه يكون ثقيلاً؛ بحيث إنه يعوقه عن القيام، فإذا نام مبكراً ونام خفيفاً فإنه يكون قيام الليل أسهل عليه.
وبإمكان الشخص أن يعوّد نفسه على قيام الليل تدريجياً، وإذا ألفه فإنه يكون أمراً عادياً عنده؛ لأن الشخص إذا عوّد نفسه وكرر أمراً من الأمور على نفسه فإن الجسم يعتاد على ذلك الشيء؛ بصرف النظر عن كون هذا الأمر من الأمور النافعة أو من الأمور الضارة، ولهذا تجد بعض الناس الذين ألفوا شرب الخمر، أو ألفوا شرب الدخان، أو ألفوا استماع الأغاني، أو ألفوا استعمال العادة السرية، أو استعملوا أي خلق مذموم وكرروا ذلك فإنه يكون مألوفاً عندهم ويكون أمراً عادياً؛ وهكذا بالنظر للأشخاص الذين يكررون الأعمال التي تعود عليهم بالنفع؛ سواءٌ كانت هذه الأعمال أعمالاً قلبية، أو كانت أعمالاً قولية، أو كانت أعمالاً فعلية، أو كانت أعمالاً مالية.
فعلى الإنسان أن يربي نفسه على ما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه وفي آخرته، ويتجنب تربية نفسه على الأمور التي تضره في دينه، وتضره في دنياه، وتضره في آخرته. وبالله التوفيق.