ما حكم هجر بعض الأخوات وخاصة إذا كان الهجر لأي سببٍ والهجر كان عن الكلام -فقط- وليس السلام؟
- فتاوى
- 2021-07-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5560) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم هجر بعض الأخوات وخاصة إذا كان الهجر لأي سببٍ والهجر كان عن الكلام -فقط- وليس السلام؟
الجواب:
الهجر تكون له أسباباً قد تكون حقاً لله -جلّ وعلا- وقد تكون حقاً للنفس، وقد تكون حقاً للغير من الناس؛ فإذا كان الهجر حقا لله -جلّ وعلا- فإن هذا الهجر يستمر حتى يزول السبب الذي نشأ عنه الهجر؛ لأن هذا الهجر عبادة من العبادات؛ أما إذا كان الهجر من أجل حظ النفس، أو من أجل أناس آخرين، فهذا لا ينبغي، وعلى الإنسان أن يعفو، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، فالإنسان يعفو عن الحق الذي له على غيره إذا كان هذا العفو قد جُعل له؛ لأنه لا يجوز له أن يعفو عما هو حق لله -جلّ وعلا-؛ لكن له أن يعفو عن الحق الذي يخصه هو، ولا يعفو -أيضاً- عن حق غيره؛ لكن يعفو عن حق نفسه. والإمام أحمد سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: "أحسن إليهم ولا تطلب إليهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم ولعلك تسلم". فالشخص إذا كان له الحق، عليه أن يسمح عنه، وإذا كان عليه الحق فعليه أن يبذل ما يستطيعه من السلام، ومن حسن الكلام، وحسن اللقاء، وحسن الحديث، وحسن التوديع مع الشخص الذي بينه وبينه ذلك، ويكون الإثم على ذلك كما قال: جاء رجل إلى الرسول ﷺ فسأله قال: يا رسول الله:إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ قال: « إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل ». وبالله التوفيق.