أب يرغم ابنه على إعطائه مبلغاً من المال في كلّ شهر أو في كلّ عام والابن محدود الدخل
- فتاوى
- 2021-07-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5510) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز للأب إذا علم أن ابنه محدود الدخل أن يرغم ابنه على إعطائه مبلغاً من المال في كلّ شهر أو في كلّ عام؟ وبم توجهون الآباء نحو هذه القضية؟
الجواب:
بالنسبة للآباء الواجب عليهم أن يسلكوا مسلك العدل مع أولادهم، فلا يحصل منهم تفضيلٌ لبعضهم على بعض هذا من جهة، ولا يحصل منهم الإضرار بأي واحد منهم.
فإذا كان الأب قادراً قدرة مالية وغنياً عما في يد ولده، وأن ولده دخله محدود، ومعنى أنه محدود: أن دخله يكفي في قضاء متطلباته ومصارفه المالية؛ فحينئذٍ لا يجوز للأب أن يفعل ذلك؛ لأن هذا إضرارٌ للولد، وليس فيه نفعٌ للأب.
أما إذا كان الأب فقيراً ففي هذه الحالة ينبغي للولد أن يشرك أباه في دخله في حدود استطاعته. وكما أن هذا واجبٌ بالنظر للآباء فكذلك واجبٌ بالنظر للأبناء؛ لأنه مع الأسف الولد إذا كبّر وتعلّم وتزوج كثيرٌ منهم ينسى والديه حتى من جهة الزيارة، ومن جهة الاتصال بالخطاب إذا كان بعيداً أو بالهاتف؛ لأنه استشعر في نفسه أنه لا حاجة له في والديه من جهة الأمور الدنيوية.
ومن المعلوم أنه يجب على الولد أن يقوم ببر والديه في حدود حاجتهم من جهة، وفي حدود استطاعته هو من جهةٍ أخرى بناءً على حسب اختلاف الأمكنة والأزمنة والأحوال والأشخاص وما إلى ذلك؛ لعموم قوله -تعالى-: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"[1]، وعموم قوله -تعالى-: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"[2]. وبالله التوفيق.