Loader
منذ سنتين

أحب أن أكون زاهدة في الدنيا، وأزهد أحياناً ولا أفكر في الآخرة؛ لكن يأتيني ضيق وأبكي وأغضب بسرعة، فهل هذا من الشيطان؟


  • فتاوى
  • 2022-01-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9158) من المرسلة السابقة، تقول: أحب أن أكون زاهدة في الدنيا، وأزهد أحياناً ولا أفكر في الآخرة؛ لكن يأتيني ضيق وأبكي وأغضب بسرعة، فهل هذا من الشيطان؟

الجواب:

        الزهد هو ترك الأمور المحرمة، وترك الأمور المكروهة، وعدم التوغل في المباحات هذا هو الزهد، و لا يتعب الإنسان فيما بينه وبين الدنيا، ولا يتعب في بينه وبين الناس، فقد قال ﷺ: « ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس »؛ لأن الزهد في الدنيا يقرّب الشخص من الأعمال الصالحة، والزهد فيما في أيدي الناس يقوّي قلب الإنسان في التعلق بالله، ويزيل أو يمنع تعلق القلب بالناس؛ لأن الإنسان إذا أحسن إليك فقد قال ﷺ: « من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه »، وهذا المعروف الذي يصنعه لك الشخص قد يصنعه بسببٍ من قبلك، وقد يصنعه بسببٍ من قبله هو ابتداءً؛ لكن هذا لا يعني أن الشخص يعطل أسباب طلب الرزق، فقد قال الله- جلّ وعلا-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[1]، ومعنى ذلك أن الشخص يعمل أسباب كسب الرزق بحيث لا يكون عالةً على أبيه، أو أمه، أو أخيه، أو زوجته؛ يعني: يترك الأسباب اعتماداً على زوجته. أو الزوجة تترك الأسباب مطلقاً اعتماداً على زوجها، فالإنسان يفعل الأسباب المشروعة التي تغنيه عن الناس؛ لكن لا يتوغل مثل الناس الذين يجازفون في فعل المحرمات؛ يعني: في أمورٍ كثيرة تقع في المجتمع فكلها مخالفة لهذا المبدأ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (77) من سورة القصص.