الفتوى رقم (1600) من المرسلة السابقة، تقول: كثيراً ما يحدث خلافٌ بين أمي وأبي، فيطلبون منَّا التحكيم بينهم، فإذا حكَّمنا لأمي غضب والدي، وإذا حكَّمنا لأبي، حزَّ في نَفْسِ أمي، فماذا نفعل؟ هل نمتنع عن الحكم بينهم ونكتفي بالسكوت؟ وجهونا.

الجواب:

        هذا أسلوب من أساليب التعامل الأسري أسلوبٌ ممتاز؛ لأن هذا يُضيِّق دائرة المشكلة؛ ولكن المهم هو أن كلّ واحدٍ من الأب ومن الأم يُحدَّد له ما وقع منه بدقة، وبعد ذلك يُبيَّن له أن هذا الأمر الذي وقع منه غير محمود، فإذا كان الواقع من الأم غير محمودٍ، أو كان الواقع من الأب غير محمودٍ يُبيَّن له ذلك.

        ولا أظن أن المسلم يَستَنكِف عن الحق؛ لكن قد يكون هناك تقصيرٌ من جهة تَفهَّم واقع المشكلة من الطرفين، ووجهة نظر كلٍّ منهما وما يَنبَني على ذلك، فقد يَنشَأ الخطأ في الحكم من جهة القصور في تفهُّم الواقع، أو من جهة عدم تفهُّم وجهة نظر كلّ منهما؛ أما إذا فُهِم الواقع وفهِمت وجهة نظر كلّ منهما، ورُتِّب عليها ما يقتضي ذلك مما يُحقِّق المصلحة ويدرأُ المفسدة، فلا أظن أنه يحصل امتناع عن قبول ذلك، وعلى هذا الأساس فلا بدّ من فهم الواقع تماماً، ومن فهم وجهة نظر كلّ منهما، ويُرتَّب عليه مُقتَضَاه. وبالله التوفيق.