شخص لا يتمكن من القيام في آخر الليل فيصلي الراتبة التي قبل الفجر بعد راتبة العشاء وقبل الشفع والوتر
- الصلاة
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3613) من المرسل إ. ب. ذ من ليبيا، يقول: أنا شاب محافظ على الصلوات والسنن الرواتب والحمد لله، إلا أنني لا أتمكن من القيام في آخر الليل فأصلي الراتبة التي قبل الفجر أصليها بعد راتبة العشاء وقبل الشفع والوتر، فهل يجوز ذلك؟
الجواب:
هذا السائل يسأل عن كونه لا يستطيع أن يقوم في الليل ليصلي صلاة التهجد، ويذكر أنه يأتي بالراتبة قبل أن ينام، والشخص إذا كان من الأشخاص الذين يصلون في الليل، فله حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون من الأشخاص الذين يغلب عليهم النوم، ويصعب عليهم القيام في آخر الليل، فمن كان من أهل هذه الحالة فإنه بعد صلاة راتبة العشاء، يصلّي ما يريد من الصلاة، ثم بعد ذلك يوتر بركعة، وكان ﷺ يصلّي في الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلّى ثلاث عشرة ركعة.
والحالة الثانية: أن يكون من الأشخاص الذين يستطيعون القيام آخر الليل، فمن كان يغلب على ظنه أنه يقوم آخر الليل، فإنه يصلّي آخر الليل، يفتتح صلاته بركعتين، ثم بعد ذلك إن شاء أن يصلّي إحدى عشرة ركعة، وإن شاء أن يصلّي ثلاث عشرة ركعة يوتر بآخرها.
ومن غلب عليه النوم ولم يتمكن من الصلاة حتى أدركه الفجر، فإنه يصلّيها ضحى، ولكنه لا يوتر بركعة فإذا قام ليأتي بركعة الوتر، فإنه يشفعها بركعة ثانية، وبناء على ذلك فمن كانت صلاته في الليل إحدى عشرة ركعة وصلّاها ضحى، فإنه يصلّيها ثنتي عشرة ركعة. ومن كانت صلاته في الليل ثلاث عشرة ركعة، ولم يتمكن من الصلاة قبل طلوع الفجر وصلاها ضحى، فإنه يصلّيها أربع عشرة ركعة.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام هو النظر في السبب أو في المانع عن القيام آخر الليل، كثير من الناس يسهر أول الليل، قد يكون تأخره عن النوم لطلب العلم، وقراءة القرآن، أو الاشتغال بمصالح المسلمين العامة أو الخاصة؛ كولاة أمور المسلمين. وقد يكون المانع هو الاشتغال بالبيع والشراء وأمور الدنيا، وقد يكون المانع هو الاشتغال بما حرّم الله -جلّ وعلا- كالأشخاص الذين يجلسون من بعد صلاة العشاء يستمعون إلى الأغاني الخليعة وما إلى ذلك.
فالواجب على الشخص ألا يتأخر في النوم، ويكون مشتغلا بما حرّم الله -جل وعلا-، ولا شك أن الإنسان الذي يستطيع أن يدرّب نفسه من الأسباب التي تمنعه من القيام آخر الليل، وتكون هذه الأسباب محرمة، أو تكون من الأسباب المباحة، ولا شك أن هذا من الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها الشخص، والله -تعالى- يقول لنبيه ﷺ: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)"[1]، ويقول -جلّ وعلا- في موضع آخر: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"[2]، « وقام ﷺ حتى تفطّرت قدماه فسُئل لِم يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً ».
والمقصود هو أنه ينبغي للمسلم أن يحرص -بقدر ما يستطيع- على أن يقدم لنفسه عملاً صالحاً. وبالله التوفيق.