Loader
منذ سنتين

ما المقصود بقولنا: اللهم اهدنا سبل السلام؟


الفتوى رقم (9521) من المرسل خ. ع من السودان، يقول: ما المقصود بقولنا: اللهم اهدنا سبل السلام؟

الجواب:

        السبل جاءت في القرآن مجموعة وهي مذمومة، وجاءت مجموعة وهي ممدوحة، فالمذمومة هي طرق شر، وطرق الشر كثيرة جداً. ففيه طرق شر تتعلق بالأموال، وطرق شرٍ تتعلق بالعقول، وطرق شرٍ تتعلق بالأعراض، وطرق شرٍ تتعلق بالنفوس، وطرق شرٍ تتعلق بالدِّين، فالكفر الأكبر والنفاق الأكبر والشرك الأكبر هذه كلها سبل منافية للدِّين، والشرك الأصغر هذا منافٍ لكمال الدِّين.

        وبالنظر للنفس -الاعتداء عليها بغير حقٍ- سواءٌ اعتدى عليها بالقتل، أو بأي وجهٍ من وجوه الأذى، فيكون هذا سبيل من السبل الباطلة؛ وهكذا التعدي على الأعراض من ناحية الزنا، من ناحية اللواط، من ناحية السحاق الذي يقع بين النساء، ومن ناحية استعمال العادة السرية؛ فهذه كلها من السبل الباطلة المتعلقة بالأعراض.

        وهكذا بالنظر للسبل المتعلقة بالعقول من ناحية استخدام جميع ما يضر بالعقل؛ مثل استعمال المخدرات، استعمال المسكرات؛ إلى غير ذلك من الأمور التي تضر بالعقل، فهذه سبل بالنظر للعقل. وهكذا بالنظر للمال، فمثلاً التعامل بالربا هذا سبيلٌ محرم، تقديم الرشوة سبيلٌ محرم، الغش التجاري هذا سبيل محرم، فهذه كلها سبلٌ محرمة. عندما يمتثل الإنسان الأوامر في هذه الأمور الخمسة ويجتنب النواهي؛ لأنها تكون سبل خير.

        وملخص ذلك كله: أن امتثال الأوامر واجتناب النواهي هي سبل السلام، وعدم امتثال شيء من الأوامر أو عدم الامتثال شيءٍ من النواهي؛ يعني: يترك الواجب ويفعل المحرم، فهذا الذي يقول الله فيه: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[1]؛ يعني: عن سبيل الحق؛ أما كمال ثوابه المستحب فهذا أمرٌ راجعٌ إلى العبد من ناحية فعله أو تركه، ولا شك أنه إذا فعله فإن فعله له من سبل الخير. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (153) من سورة الأنعام.