حكم العمل عند رجل يمارس الزنا
- فتاوى
- 2021-06-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (224) من المرسل خ.ف. مصري، يعمل في إحدى الدول العربية، يقول: كنت أعمل عند رجل زان ودائماً يزني وله مكان أعده خصيصاً لهذا الأمر، وهذا المكان فيه عملي وسكني، وكنت دائماً أرى النساء وهن يدخلن لهذا الرجل عدة مرات، وكنت أراهم رغماً عني؛ لأن مكان عملي وسكني في طريقهم وهم ذاهبون لمكانهم وعائدون إليه، وأنا والحمد لله رجل أعرف ربنا حق المعرفة، وملتزم بأمور ديني، هل يحق لي أن أستمر في هذا المكان والعمل نفسه، أم أتركه وأبحث عن عمل آخر؟
الجواب:
هذا الأمر الذي ذكرته هو في الحقيقة أمر شنيع، وإذا أمكنك أن تنبه أحداً من أجل أن يقوم بنصح هذا الرجل لعل الله سبحانه وتعالى أن يلطف به، فيقلع عن هذا العمل، فأنت مأجور على ذلك؛ لعموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ».
أما عملك عنده، وهو مستمر على هذا العمل الشنيع، فلا ينبغي لك أن تبقى عنده؛ لأنه قد يؤثر عليك على مرِّ الأيام، فتقع فيما وقع فيه.
وحيث ذكرت أنك قد سلكت طريقا مستقيما، تصوم، وتصلي، تقوم بفرائض الله، وأنك مبعد نفسك عن محارم الله، فخير لك أن تفارقه، وأن تطلب الرزق من شخص يخاف الله ويرجوه، ويقوم بحقوقه، بأوامره، ويجتنب نواهيه، وقد قال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"[1]، وقال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)"[2]، ويقول النبي ﷺ: « من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ».
فنسأل الله I أن يوفقنا وإياك لما فيه خير الدنيا وخير الآخرة، واشكر ربك على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك من التوفيق، وبالله التوفيق.