حكم الصلاة قبل النوم إحدى عشر ركعة، وهل المداومة على ذلك بدعة؟
- الصلاة
- 2021-07-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5099) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: اعتدت في كل ليلة ولله الحمد أن أصلي إحدى عشرة ركعة قبل النوم لا أتركها إلا نادراً، فما الحكم في ذلك؟ وهل المداومة على هذا العمل يكون بدعة أم أنه من الأعمال المشروعة ؟
الجواب:
ما ذكره السائل هو صفة من صفات قيام الليل وعدد من ركعات قيام الليل بما فيها الوتر، وصلاة الليل ينبغي أن ينظر الشخص إلى نفسه، فإذا كان من الأشخاص الذين يسهل عليهم القيام في ثلث الليل الآخر، فصلاة الليل في هذا الوقت أفضل؛ لأنه وقت نزول الله جل وعلا إلى السماء الدنيا، والعدد الذي يصليه الشخص والصفة يختلفان باختلاف الأشخاص أيضاً، فقد يقوى الشخص على كثرة التسليمات وقد يقدر على طول القراءة وعلى الركوع والسجود، وقد يكون دون ذلك حتى يصل إلى درجة الإجزاء، فيصلي على قدر قدرته من ناحية العدد ومن ناحية الصفة وبعد ما ينتهي يختم صلاته بركعةٍ واحدة هي الوتر، وإذا كان لا يقوى على القيام آخر الليل فإنه يصليها بعد صلاة العشاء إذا كان مقيماً ولم يكن هناك عذرٌ للجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، أما إذا جمع بينهما فإنه يصليها بعد انتهاء صلاته من العشاء وصلاة الراتبة فيصلي ما يستطيعه من جهة العدد ومن جهة الكيف ويختمها بركعة هي الوتر.
وإذا نام عنها وأدركه الفجر وهو لم يصلها، فإنه يقضيها ضحىً؛ ولكنه لا يوتر بركعة وإنما يجعل آخر صلاته ركعتين التي هي ركعة الوتر؛ لكن إذا فات وقتها فإنه يشفعها بركعةٍ ثانية.
ولا شك أن قيام الليل مرغب فيه؛ لأن الله جل وعلا قال: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3)"[1], وقد مدح الرسول ﷺ بعض الصحابة فقال: « نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل، قال: فما تركت قيام الليل بعد ذلك »[2]، والشخص لا يستقّل ما يصليه بل يصلي ما يستطيعه؛ لأن بعض الناس قد يتصور أنه لا يصلي إلا إذا كانت الصلاة التي يصليها كثيرة بل يصلي على حسب استطاعته، وهكذا إذا كان مريضاً مثلاً فإنه يصلي على قدر استطاعته قائماً، أو جالساً، أو على جنبٍ. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فضل قيام الليل(2/49)، رقم (1121)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل عبدالله بن عمر (4/1927)، رقم(2479).