Loader
منذ سنتين

أحب صيام التطوع؛ كالأيام البيض، والإثنين والخميس، وأمي غير راضية، وصيامي لا يضر؛ إلا أنها تخاف عليّ، هل أسمع كلامها وأترك الصيام؟


  • الصيام
  • 2022-01-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم(9591) من المرسلة ف. م.ع من اليمن - منطقة شبوة، تقول: أحب صيام التطوع الوارد عن النبي ﷺ، واعتدت عليه؛ كالأيام البيض الثلاثة، والإثنين والخميس وغير ذلك، ولكن أمي غير راضية عني، مع العلم أن صيامي لا يضر؛ إلا أنها تخاف عليّ، وكما تعلمون حال الأمهات مشفقات، وقد أقنعتها بأني قادرة على الصيام، وأنا أعلم بنفسي، وإذا مرضت قالت: سبب المرض الصيام. وتقول لي أحياناً: لا يقبل الله منك الصيام وأنتِ لا تسمعين كلامي، وأنا أغضب منها وأرفع صوتي عليها وأخاف أن يكون هذا من العقوق، فأنا في حيرة من أمري، هل أسمع كلامها وأترك الصيام؟ أم أحاول أن أرضيها؟

الجواب:

        من فضل وإحسانه أنه شرع بجانب الصلوات المفروضة صلاة التطوع، وشرع بجانب صيام رمضان وهو ركن من أركان الإسلام صيام التطوع: صيام الإثنين والخميس، صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، أو صيام يوم وفطر يوم كصيام داود -عليه السلام-.

        ومن حكمة الله -جلّ وعلا- لذلك أن الشخص إذا جاء يوم القيامة وكان عليه نقص في صلاته قال الله -جلّ وعلا-: « انظروا هل لعبدي من تطوع »، فإذا وجد له تطوع فإن هذا التطوع يكون جابراً لما حصل من النقص في الفرائض، وهكذا بالنظر إلى صيام رمضان، وهكذا بالنظر إلى العمرة والحج.

        وبناء على ذلك فهذه المرأة تستمر في صيام التطوع، وعليها أن تستعمل مع أمها الأساليب التي ترضيها، وعليها -أيضاً- أن تحسن خدمتها بقدر ما تستطيع، وعليها أن تحسن الأدب معها، فقد قال -جلّ وعلا-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]. وقال -جلّ وعلا-: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[2]، فأنتِ استعملي معها حسن الأدب، ولكن لا تتركي الصيام. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (15) من سورة لقمان.