Loader
منذ 3 سنوات

التوجيه للكتب المناسبة لمن يريد سلوك طريق طلب العلم


  • فتاوى
  • 2021-09-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1769) من المرسل السابق، يقول: ما الكتب التي تنصحون بقراءتها؛ أي: مذاكرتها؛ مع أنني مضى على التزامي ست سنوات، ولم يوجّهني أحدٌ إلى -الآن- للطريق الذي أسلك فيه العلم؟

الجواب:

في الحقيقة أن هذا سؤالٌ مهم في الغاية؛ لأن كثيراً من الأشخاص الذين كانوا منحرفين بأي وجهٍ من وجوه الانحراف، فيحصل عندهم يقظة، فيقربون من الخير، ويبعدون عن الشر؛ يقربون من الخير وأهله ويبعدون عن الشر وأهله، ويحتاجون إلى من يساعدهم لسلوك الطريق المستقيم.

والأشخاص الذين طلبوا العلم، وهم موجودون منتشرون في بلاد الله؛ هؤلاء عليهم مسؤولية عظيمة من جهاتٍ كثيرة؛ لكن الجهة التي أعنيها -هنا- هي أن عليهم مسؤولية تبصير الناس الذين حولهم، فقد يكون الشخص المتعلم إماماً في مسجد جامع، وقد يكون مدرّساً في مدرسة على حسب اختلاف مستويات التعليم؛ من تعليمٍ ابتدائي أو متوسط أو ثانوي إلى غير ذلك؛ لكن تكون عنده كفاءة علمية، وقد يكون في عملٍ قضائي، أو في كتابة عدل؛ يعني: إنه يكون مسؤولاً، فهؤلاء عليهم مسؤولية من ناحية الدعوة إلى الله -جلّ وعلا- واقتناص الشباب، وتوجهيهم إلى طرق الخير من ناحية القول ومن ناحية العمل؛ وتوجيههم إلى الكتب التي يحتاجون إليها؛ سواءٌ أكان ذلك في العقيدة، أو في التفسير وعلومه، أو في الحديث وعلومه، أو في الفقه وأصوله وقواعده، أو في سيرة الرسول وسيرة خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم .

 ولو تيّسر أن يحدد طالب العلم جزءاً من وقته، يخدم فيه من حوله من المسلمين من جهة التعليم والتوجيه والإرشاد، والدعوة إلى الله -جلّ وعلا-، والتنبيه على الكتب النافعة التي يأخذ بها الإنسان في كلّ علمٍ بحسبه من العلوم التي يحتاج إليها ذلك الشخص، والتنبيه على بعض الكتب الضّارة، يجعل ذلك جزءاً من وقته؛ لو حصل لنا هذا لحصل لنا خيرٌ عظيم، ولأدّينا خدمةً عظيمة، بمعنى: إن الإنسان يجعل الدعوة إلى الله -جلّ وعلا -جزءاً من حياته، فأي عملٍ يعمله يجعل الدعوة إلى الله جزءاً من هذا العمل؛ يعني: يضيفه إليه، يعتبره مفروضاً عليه؛ فإمام الجماعة يدعو، إمام الجمعة يدعو، القاضي يدعو، كاتب العدل يدعو،المدرّس بأي مستوىً تعليمي يقوم -أيضاً- بهذه المهمة.

الشخص الذي طلب العلم، ولكنه لا يرغب الوظائف، ويشتغل في أشغالٍ خاصة من أعمالٍ تجارية؛ يجعل الدعوة الله إلى الله -جلّ وعلا-.

العسكري الذي تعلّم علوما ًدينية، والطبيب الذي تعلّم علوماً دينية، هذا بالنسبة للرجل؛ وكذلك بالنسبة للنساء، لو أننا أخذنا بهذا الاعتبار حصلت توعيةٌ عظيمة، وتوجيهٌ جيد. وأسال الله سبحانه وتعالى التوفيق.