Loader
منذ سنتين

يعاني من الإطالة في الوضوء والصلاة؛ ويتوضأ مرات عديدة، ما حكم صلاته؟ وما العلاج؟


الفتوى رقم (5347) من المرسلة السابقة، تقول: أعاني من الإطالة في الوضوء والصلاة؛ حيث إني أطيل في الوضوء حتى يخرج وقت الصلاة في بعض الأحيان؛ وكذلك عندما أقدم تكبيرة الإحرام أشعر وكأنني قد نقضت الوضوء وأتوضأ مرات عديدة، ما حكم صلاتي؟ وما العلاج لهذا الحال؟

 الجواب:

        هذه المسألة سبب حصولها عند الشخص -سواء كان رجلاً أو امرأة- بسبب تسلط الشيطان على هذا الشخص؛ لأن الشيطان يجد استجابة من هذا الشخص؛ فهذا العمل بالنسبة لكثرة الوضوء وبالنسبة للتوقف عند تكبيرة الإحرام أو كثرة إعادة الصلاة، كل هذا من وساوس الشيطان.

        والواجب على الشخص أن يتوضأ مرة واحدة فقط، ويصلي صلاة واحدة، ولا يعيد الوضوء إلا إذا تيقن أنه أحدث، ولهذا من القواعد المقررة: أنه لا يزول يقين بشك.

        وهكذا بالنظر إذا أراد أن يكبّر تكبيرة الإحرام فإنه يكبّر مرة واحدة؛ وهكذا بالنظر للصلاة فإنه لا يعيدها إلا إذا تحقق أنه قد حصل ما يوجب إعادتها.

          ومما يساعد على طرد هذا الشيء هو كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولهذا يقول -تعالى: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)"[1]. الخناس: هو الذي إذا استجاب له الشخص زاد تسلطه عليه، وإذا أكثر من ذكر الله ومن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإنه يخنس ويبعد عن هذا الشخص.

          فعلى هذا الشخص عدم الاستجابة. وكثرة ذكر الله، وكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

        وعليه أن يتفقد نفسه، لعله يكون مقصّراً من جانب نفسه، يكون مغرقاً في فعل شيء من المحرمات، أو يكون متهاوناً فيترك شيئاً من الواجبات، فيكون هذا من تسلط الشيطان عليه.

        وقد يكون عنده شيءٌ من المشاكل، قد يكون هناك مشكلة بين الزوج وزوجته، أو بين البنت وأخيها، أو بين البنت وأبيها، وغير ذلك من المشاكل؛ فهذه تشغل البال، وقد تحدث شيئاً من الوسوسة.

        فعلى الشخص أن يبحث عن الأسباب التي ينشأ عنها هذا التصرف ويسعى في إزالتها. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (1- 4) من سورة الناس.