إمام قنت بعد القيام من الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة الفجر ثم ركع مرة أخرى، ونبهه المصلين ولكنه لم يرجع وأكمل الصلاة بزيادة هذا الركوع، فما حكم تلك الصلاة بالنسبة للإمام والمأمومين؟
- الصلاة
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم(3506) من المرسل السابق، يقول: إمام جماعة صلّى صلاة الفجر بالجماعة، وقنت بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة، وبعد فراغه من القنوت ركع مرة أخرى، وقد نبّهه بعض المصلين من خلفه، ولم يرجع عن الركعة الزائدة، وركع، وسجد، وجلس وقرأ التحيات، ثم سلّم، وبعد السلام قال له بعض المصلين: في الصلاة زيادة ركوع. وقال: ليس بالمهم، ولم يسجد للزيادة فما حكم تلك الصلاة بالنسبة للإمام والمأمومين؟ هل هي صحيحة أم لا، وماذا يترتب عليهم في تلك الصلاة؟
الجواب:
إن هذا السؤال والسؤال الذي قبله ينبهان على أمر مهمٍ جداً، وهو حصول الجهل من كثيرٍ من أئمة المساجد، وهذا لا ينبغي أن يوجد لا بالنسبة للإمام إذا كان لا يعرف أحكام الصلاة، وأحكام ما قد يعرض له في صلاته من مخالفاتٍ، وكيفية الخروج من هذه المخالفات، فلا ينبغي له أن يتقدّم أماماً بالناس من أجل الحصول على الراتب، أو من أجل السكن في بيت المسجد. وكذلك الذين يبنون مساجد يحبون أشخاصاً فتقودهم هذه المحبة إلى أن يجعلوه في المسجد إماماً، وهو لا يُـحسن قراءة القرآن، ولا يحسن أحكام الصلاة، وإذا عرض له عارضٌ من العوارض في الصلاة؛ كترك ركنٍ، أو ترك واجبٍ، أو تخلّف شرطٍ من الشروط لا يعرف المخرج الشرعي من ذلك. وكذلك بالنسبة لجماعة المسجد إذا جُعل فيهم شخصٌ لا يحسن أحكام الصلاة، فهذه ثلاث جهاتٍ يتعين على كلّ جهةٍ أن تؤدّي ما يخصها من الناحية الشرعية.
فالمتقدّم للإمامة يتقي الله في نفسه، ولا يتقدّم إلا إذا كان أهلاً للإمامة، ويجرى له امتحان من الجهات الرسمية، ولا يعتمد على عاطفة من بنى المسجد، ولا عاطفة بعض الأشخاص الذين يسعون له من أجل حصوله على الإمامة، وكذلك الذين يبنون المساجد يتقون الله -جلّ وعلا- في اختيار الأئمة، ويجعلون اختيارهم للجهات المسؤولة؛ وذلك من أجل ضبط الإمام الذي يصلح أن يكون إماماً. وكذلك الجماعة عليهم أن يتقوا الله، فلا يتسببوا في إيجاد شخصٍ للمسجد من أجل حميةٍ، أو عصبيةٍ، أو عاطفةٍ، أو طمعٍ في أمرٍ من أمور الدنيا؛ بل يكون هدف هذه الأطراف الثلاثة هو تحقيق المصلحة الدينية، ودرء المفسدة الدينية.
أما حصول التساهل فإنه يؤدي إلى أضرارٍ عظيمةٍ على الإنسان في دينه، وقد يكون هو المتسبب في ذلك، فعلى كلّ جهةٍ أن تتقي الله -جلّ وعلا-. وفي الحقيقة بالنسبة لبعض المساجد التي يبنيها المحسنون، فهذه خاصةًيكثر فيها الأشخاص الذين ليسوا بمؤهلين للإمامة: إما إنهم ليسوا بمؤهلين للإمامة من ناحية العقيدة، أو من جهة ما يتعلق بمعرفة كيفية الصلاة، ومعرفة الخروج من الأخطاء التي يقع فيها الإنسان في صلاته، فعلى كلّ شخص ٍ له علاقةٌ في ذلك أن يتقي الله -جلّ وعلا-، وأن يؤدّي الأمانة التي أوتمن عليها.
أما بالنسبة للجواب عن السؤال الثاني فالحقيقة أنه اشتمل على كلمةٍ مؤسفةٍ للغاية، وهي تدل على جهل الإمام؛ لأن بعض المأمومين لما قالوا له: إنك زدت ركوعاًفي الصلاة، قال: هذا ليس بمهم، فكونه يركع ركوعاً آخر، ثم يرفع منه، هذا صلّى الركعة الثانية بركوعين، والجماعة تابعوه في ذلك، فحينما نبّهوه وقال: هذا ليس بمهم! هذا إما أن يدل على زيغٍ في قلبه، وإما أن يدل على جهلٍ مركبٍ عنده، فلا بد من إعادة هذه الصلاة. وبالله التوفيق.