ما حكم ما يفعله بعض الناس من التعلق بأستار الكعبة والبكاء عندها والتمسح بها؟
- الحج والعمرة
- 2022-03-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12060) من المرسل السابق، يقول: ما حكم ما يفعله بعض الناس من التعلق بأستار الكعبة والبكاء عندها والتمسح بها؟
الجواب:
من قواعد هذه الشريعة أن الأصل في العبادات هو التعبد. ومعنى أن الأصل في العبادات هو التعبد؛ يعني: إن الأصل فيها التوقيف؛ بمعنى: إن الشخص لا يشرع عبادة باجتهاده، فالتمسح بكسوة الكعبة هذا ليس له أصل من ناحية الشرع، ولهذا عمر -رضي الله عنه- لما قبّل الحجر الأسود قال: « والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبّلك لما قبلتك » فقبّله -رضي الله عنه- اتباعاً للرسول ﷺ، ومن اعتقد في شيء من بني آدم، أو اعتقد في بقعة من البقاع، أو في زمن من الأزمان، أو في ذات من الذوات أنها تنفع أو تضر فإن هذا الاعتقاد ليس في محله، ولهذا جاء في وصية الرسول ﷺ لعبدالله بن عباس م أنه قال له: « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف ».
وعلى المسلم أن يتوجه إلى الله -جل وعلا- الذي بيده الضر والنفع، فقد جاء في الحديث القدسي: « يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم ».
فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي بيده الضر والنفع. وقد جاء رجل إلى الرسول ﷺ فقال: يا رسول الله، أعطني حتى أمدحك فإني مدحي زين وذمي شين، فقال له الرسول ﷺ: « ذاك الله إذا مدح فمدحه زين، وإذا ذم فذمه شين » وهذا يبيّن لنا أن الأمور كلها بيد الله -جل وعلا- فعلى المسلم أن يتوجه إلى الله. وبالله التوفيق.