حكم صلا ة الكبير في بيته مع أنه يسمع النداء
- الصلاة
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4226) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: رجل يسكن بجوار المسجد، وهو كبير في السن؛ لكن لا يمكن له الذهاب للمسجد إلا أنه أيضاً تعّود الصلاة في البيت إلا يوم الجمعة في المسجد حتى لو كان يسمع النداء والصلاة، فما الحكم في ذلك؟
الجواب:
صلاة الشخص الصلوات الخمس والجمعة مع جماعة المسلمين في المساجد واجبة إلا إذا منعه مانع شرعي عن ذلك، ككونه لا يستطيع الحضور إلى المسجد بسبب المرض، فإذا كان عنده مانع شرعي يمنعه من الحضور، وإلا فإن الحضور واجب عليه وإذا لم يحضر فإنه يكون آثماً.
وما ذكره من التعود من جهة أنه يصلي في البيت إلا يوم الجمعة، فإنه يصلي في المسجد، فهذه عادة سيئة؛ لأن العادة منها ما يكون من الأمور الحسنة، ومنها ما يكون من الأمور السيئة، فتعود الإنسان على ترك ما أوجب الله، أو تعوده على فعل ما حرم الله، هذه عادة سيئة، ولا يجوز للإنسان أن يحتج بهذا الاعتياد.
وهذه المسألة التي سأل عنها هذا الشخص، هو التساهل بأداء الصلاة مع جماعة المسلمين، يحصل من كثير من الناس والله -جلَّ وعلا- يقول: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}[1].
فالشخص مُجازى بما يعمله من أعمال حسنة، وما يعمله من أعمال سيئة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[2].
فعلى الشخص أن يتقي الله في نفسه وأن يؤدي ما أوجب الله عليه على الوجه المطلوب وأن يترك ما حرمه الله -جلَّ وعلا- على الوجه المطلوب، وذلك ابتغاء مرضات الله -جلَّ وعلا-، وبالله التوفيق.
المذيع: نريد كلمة عن حكم صلاة الجماعة في المسجد وما يحضر فضيلته في هذا المقام حتى تكون إضاءة أخرى على السؤال السابق؟
الشيخ: الفرض يكون فرضاً على الكفاية، ويكون فرضاً على الأعيان، وفرض الكفاية إذا أداه من يكفي سقط الإثم عن الباقين، مثل: صلاة الجنازة إذا صلى من يسقط به الفرض من المسلمين على الميت فإن البقية لا يأثمون، لكن لو اتفقوا على تركه، فإنهم يأثمون جميعاً.
أما فرض العين فإنه موجه إلى كل واحد بعينه، ومن ذلك صلاة الجماعة في المسجد، فالشخص إذا بلغ حد التكليف، فإنه يجب عليه وجوب عين أن يحضر المسجد مع جماعة المسلمين، ويؤدي هذه الصلوات الخمس مع المسلمين، فقد همّ الرسول ﷺ أن يحرِّق على أناس بيوتهم في النار[3] بسبب أنهم لا يحضرون مع جماعة المسلمين في المسجد ليؤدوا الصلاة معهم لا يتركون الصلاة، ولكنهم لا يحضرون الصلاة مع المسلمين في المسجد، وبالله التوفيق.
[3] ينظر: ما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة (1/451)، رقم(651).